السبت 20 إبريل 2024
اقتصاد

هذه توقعات الخبير الزكدوني بشأن أسعار أضاحي عيد الأضحى

هذه توقعات الخبير الزكدوني بشأن أسعار أضاحي عيد الأضحى العربي الزكدوني ومشهد من سوق بيع أكباش العيد
قال العربي الزكدوني، أستاذ باحث سابق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة متخصص في التنمية الفلاحية والقروية، إن أثمنة أضاحي العيد ستعرف ارتفاعا ملحوظا مقارنة مع السنة الماضية بسبب ارتفاع تكاليف عوامل الإنتاج، خاصة منها الأعلاف، وذلك رغم الدعم الذي قدمته الدولة للفلاحين للتخفيف من تداعيات الجفاف الحاد الذي ضرب هذا الموسم مجموع مناطق البلاد، مضيفا بأن الوسطاء هم الذين سيتحكمون في السوق خلال الفترة المتبقية للعيد..
وأشار الزكدوني إلى تزامن تحويلات الأجور لفائدة الموظفين والأجراء مع الفترة التي تتميز بارتفاع الطلب من طرف الأسر، مما قد يؤثر نسبيا في ارتفاع الأثمان. إلا أن الوسطاء قد يقدمون على بيع الأضاحي بأثمنة اقل غلاء مخافة عدم تمكنهم من بيع ما لديهم من أضاحي بسبب انهيار القدرة الشرائية لفئات واسعة من الأسر المغربية تحت تداعيات وباء كوفيد 19 والجفاف ثم الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية – الأوكرانية، إذ من المحتمل أن عدد من الأسر المغربية قد لا تتمكن من اقتناء أضحية العيد..
وأشار الزكدوني أن مصاريف مربو الماشية كانت جد مرتفعة نتيجة للتداعيات السالفة الذكر، مما سيتوخى عنه جعل البعض منهم لن يتمكنوا حتى من استرجاع المصاريف التي أنفقوها..
وأوضح الزكدوني أن المغرب، وفي إطار التزاماته الدولية، ينظم كل ست أشهر حملات تلقيح لقطعان الماشية من أجل الحفاظ على وضعها الصحي، مضيفا أن هذه العملية لا تتعلق ببرنامج استثنائي كالذي اعد للتخفيف من آثار جفاف الموسم الحالي، بل تتم سنويا. الأمر الذي له آثار ايجابية على الحالة الصحية للقطيع الوطني وعلى الحفاظ عليه..
وتطرق الزكدوني إلى تفاوت تداعيات الجفاف على مختلف جهات المملكة، موضحا بأن بعض المناطق استفادت من التساقطات المطرية لشهري مارس وأبريل : سهل سايس، الأطلس المتوسط، سهل الغرب، المنطقة الممتدة من بنسليمان الى مكناس، منطقة العرائش ... التي مكنت نسبيا من إنقاذ المحاصيل الزراعية وتوفير الكلأ للماشية. مما قد يفضي في هذه المناطق إلى انخفاض نسبي في أثمان الأضاحي المعروضة للبيع. في حين تبقى الوضعية مختلفة في باقي المناطق: الشاوية، عبدة، الرحامنة، الحوز، سوس، المغرب الشرقي، الجنوب الشرقي....
وذكر الزكدوني أن القطاع الفلاحي في المغرب يعتمد على ركيزتين أساسيتين تتميزان بتكاملهما: الحبوب وتربية الماشية بمختلف مكوناتهما، مضيفا بأن 80 إلى 90 في المائة من الاستغلاليات الفلاحية المتواجدة بالمغرب (التي يصل عددها إلى حوالي 1,6 مليون وحدة) تتعاطى لزراعات الحبوب، في حين أن 1,1 مليون استغلالية تتعاطى لتربية الماشية..
مما يمكن هذه الأخيرة من الإسهام ب 40 إلى 50 في المائة في رقم معاملات القطاع الفلاحي وبحوالي 40 في المائة من التشغيل الذي يوفره..
وفي ما يتعلق بإنتاج اللحوم والحليب، أشار الزكدوني أن الإنتاج الوطني من الحليب واللحوم يغطي طلب السوق الداخلي، مضيفا بأنه من حسن حظ المغاربة أن جهود مهمة بذلت للرفع من إنتاج اللحوم البيضاء، مما مكن من الحد في ارتفاع أثمان اللحوم الحمراء لحد الساعة. وشدد في الأخير على ضرورة إدماج قطاع الصيد البحري بموارده السمكية والمتميزة بوفرتها وتنوعها، كرافعة إستراتيجية لتحقيق السيادة الغذائية للمغرب.