الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

"ذي إيكونوميست": قصر المرادية يغرق في الهواء الفاسد

"ذي إيكونوميست": قصر المرادية يغرق في الهواء الفاسد أخطبوط الفساد بالجزائر
وضعت "وحدة الاستخبارات الاقتصادية" التابعة لمجموعة "إيكونوميست" الجزائر العاصمة في خانة "أسوأ 10 مدن للعيش في العالم"، وأنزلتها في المركز الرابع، حيث لم يتفوق عليها في "السوء" إلا دمشق (سوريا) التي لم تستفق بعد من ظلال الحرب، ولاغوس (نيجيريا) الغارقة في الاكتظاظ السكاني والاضطرابات الاجتماعية وانتشار العنف والجريمة، وطرابلس (ليبيا) الضائعة بيت حكومتين متصارعتين وانفجار اجتماعي مسلح.
ويصنف المؤشر العالمي 140 مدينة على أساس أكثر من 30 عاملا نوعيا وكميا، يتضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومعدل الجريمة، والثقافة والتعليم، وخدمات الرعاية الصحية، والبيئة والبنية التحتية، فضلا مؤشرات أخرى فرضها وباء كورونا، مثل مستوى الضغط على موارد الرعاية الصحية، والقيود المفروضة على المناسبات الرياضية المحلية والمسارح والحفلات الموسيقية والمطاعم والمدارس.
فهل يستطيع نظام "شنقريحة" وتابعه  تبون أن يثبت أن "المركز الرابع عالميا في السوء" مؤامرة مغربية خارجية مخزنية؟ هل بوسع أبواق قصر المرادية ونخبته المسنة، الذين لا يتنفسون هواء نقيا في مدينتهم، أن يطعنوا في "مجلس أمناء" ذي إكونوميست"، الذين يشتغلون على قدم وساق، من أجل  معايير نزيهة خارج رياح السياسات والأنظمة والإيديولوجيات؟
لقد أثبت تقرير "ذي إكونوميست" أن زعماء الجزائرين يعيشون في "فساد الأمكنة"،  وأن النخبة العسكريتارية تؤثر في "فوضى العيش" من دون منافسين سياسيين أو مدنيين حقيقيين يستطيعون قلب الموازين لصالح الشعب الجزائري، وانتزاع تنازلات من الجنرالات لإخلاء الساحة السياسية من الرعاية العسكريتارية التي اشتدت ظلمتها.
إن شنقريحة وتبون وأمثالهم من المدنيين الذين يلعقون الأخذية (لعمامرة نموذجا) ما زالوا يسيرون الجزائر بعقلية الثكنة العسكرية وإصدار الأوامر والأحكام السريعة من دون أي قوى سياسية ولا منظمات مدنية، وبدون أي تفكير في الحياة. إن هؤلاء لا يفقهون إلا لغة البنادق والتآمر والخداع والابتزاز والتحكم في العباد، وتفسير أي غضب شعبي بـ "التخابر" مع المخزن والتعاطف معه والسير في فلكه. فماذا نتتظر من عسكر غارق، من خوذته إلى حذائه، في الهواء الفاسد؟