سارع الموالون لانفصاليي البوليساريو بمدينة بيلباو الإسبانية، قبل أيام، إلى وضع اللثام على وجوههم، حالما انتهى إلى علمهم أن عاصفة رملية قوية ستحل بين ظهرانيهم، وستضع حدا لـ"البروباغندا الصاخبة" التي دأبوا على نصب شراكها أمام زمرة من زملائهم المتياسرين الباسكيين؛ فهم يعرفون جيدا أن واحدا من بني عمومتهم حلَّ بالمدينة الإسبانية، وأنه "مقاتل ديبلوماسي مغربي مشاكس" ينحدر من المدينة نفسها التي أنجبت زعيمهم إبراهيم، ابن مدينة السمارة، الذي تربى وترعرع و"تبرمج" في "سفارة جبهة البوليساريو في الجزائر".
إن هؤلاء الموالون يدركون جيدا أن قدوم الديبلوماسي سيدي محمد بيد الله، كقنصل عام مغربي، رصاصة قاتلة لا يمكنهم تلافيها، ما داموا يعرفون أنه ابن شرعي لـ "النواة الصلبة" التي يدينون لها بوجودهم السياسي. فهو ابن مدينة السمارة التي أنجبت عبد القادر طالب عمر "أول وزير أول للبوليساريو"، ويعرف جيدا كيف بدأت "فكرة الانفصال" في دار التوزاني بالدار البيضاء؛ وكيف "تجنحت" الفكرة وطارت إلى ليبيا ثم إلى الجزائر؛ وكيف حازت السلاح والمال، وتحولت إلى شوكة في خاصرة الصحراء..
إنه "سيدي محمد بيد الله " القنصل المغربي الجديد لمدينة بيلباو، محضنة الانفصاليين الذين يقودهم محمد ليمام محمد عالي سيد البشير، ممثل الجبهة في إقليم الباسك، الذي فوجئ بانقلاب السحر عليه، لما أعلن موالون للبوليساريو يقيمون في مدينة بلباو أنهم أصبحوا يدعمون مشروع الحكم الذاتي، في أعقاب الندوة التي نظمتها، في 18 نونبر 2021، "الجامعة المحلية" و"الجمعية الصحراوية في بلباو"، حول موضوع "الحكم الذاتي كنظام للحكم والتسوية السياسية". ومن المتوقع أن يتمكن القنصل العام المغربي من جعل ممثل البوليساريو "يلثم المقاعد الفارغة" بعدما تبين كساد الأطروحة الانفصالية التي يدعمها العسكر الجزائري بالمال والسلاح والصراخ؛ وهي المهمة التي أصبحت أكثر انحناء في أعقاب القرار الإسباني بتأييد مقترح الحكم الذاتي كأساس واقعي لحل نزاع الصحراء.
سيقول سيدي محمد بيد الله للانفصاليين: "لا نريد غازا، ولا قمحا، ولا رايات؛ ولا نريد ولاءً مغروسا كالشوك في مآتم الشهداء؛ ولا نريد رزقا مقطوعا خارج الوطن؛ ولا نريد وطنا مرهقا من أبنائه. نريد أن نسترسل جميعا بأذرع متشابكة في تنميته وبنائه وازدهاره". إنها لغة القناع التي تربى عليها رجل بصم على مسار طويل داخل أروقة وزارة الخارجية ، وفي الداخل والخارج.
هو ابن العلامة الفقيه والقاضي المرحوم محمد محمود ولد بيد الله، والأخ الأصغر غير الشقيق للشيخ الدكتور محمد بيد الله، وزير الصحة السابق والقيادي السابق لحزب البام ورئيس الغرفة الثانية سابقا. أطل على العالم في الرابع من أبريل 1971، وتربى في بيت علم وفقه ومعرفة بمدينة السمارة التي تدرج في أقسامها الإعدادية والثانوية إلى أن نال شهادة الباكلوريا سنة 1989، ثم اتجه إلى مدينة مراكش من أجل التحصيل الجامعي، إلى أن حصل منها على شهادة الدروس الجامعية العامة (DEUG) من جامعة القاضي عياض بمراكش، قبل أن ينتقل إلى الرباط ليحصل على إجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة محمد الخامس. وبعدها، التحق سنة 1995 بوزارة الشؤون الخارجية كمستشار، وتم بعدها تعيينه نائبا للسفير المغربي بالمكسيك، ثم بليما (البيرو)، ثم مستشارا بالسفارة المغربية ببرازيليا. قبل أن يتم تعيينه قنصلا بمورسيا، حيث أبان عن كفاءة إدارية وتدبيرية واستثمارية مهمة، بل إنه فضلا عن مهامه في خدمة المهاجرين المغاربة، نسج علاقات مع منظمات إسبانية، مثل "جمعية مورسيا للطلح"، فضلا عن تمكنه من إقناع مجموعة من الفعاليات الأكاديمية والفنية بزيارة الأقاليم الجنوبية للمغرب، مثل أنطونيو فيسينتي فراي سانشيز (مؤرخ وأستاذ جامعي بجامعة مورسيا) وغونزالو سانشيز الفاريز كاستيلانوس (مصور/ مصمم)، وباولينو روس (صحفي بالراديو الجهوي لمورسيا)، لاطلاعها على ما تزخر به المنطقة من إمكانات سياحية، حيث زاروا محمية النعيلة بإقليم طرفاية، ومواقع النقوش الصخرية، وكذا المواقع الأثرية، بالإضافة الى عقد لقاءات مع السلطات والفاعلين المحليين بأقاليم العيون وطرفاية والسمارة. كما عمل على توقيع اتفاقيات شراكة بين "جمعية التفاعل بمورسيا" و"مركز الساقية الحمراء للدراسات والأبحاث بالعيون"، و"جمعية ميران لحماية التراث بالسمارة" لتعميق البحث حول المواقع الأثرية والطبيعية بجهة العيون الساقية الحمراء. وحسب ما يقوله مقربون من الرجل، فإنه لا يؤمن بديبلوماسية المكاتب والمكيفات الهوائية، بل يعتبر أن "المبادرة نحو الآخر بالحوار هو عمق العمل الديبلوماسي".
وسبق لسيدي محمد بيد الله أن شغل منصب رئيس مصلحة بمديرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالإدارة المركزية. كما يتحدث 5 لغات بطلاقة: (العربية، الفرنسية، الاسبانية، الانجليزية، البرتغالية)، وله عدة إصدارات من بينها كتاب حول "الاستثمار بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية"، فضلا عن مجموعة من المقالات الصحافية التي تعرف بأصول نزاع الصحراء والسيادة المغربية عليها، مما يؤكد أن الرجل سينازل خصوم بلاده، في عقر محميتهم، بسلاح المعرفة بالقضية، وبالجغرافيا والتاريخ.
صحيح أن ما ينتظر هذا المسؤول، الأب لثلاثة أبناء، ليس سهلا. غير أنه يؤمن أن الممكن في عمله ليس باردا أو مظلما، كما يؤمن أن شرف الديبلوماسي هو أن يجعل الوطن ينبض بين ذراعيه، وأن يعرف كيف يسكت خصوم المغرب من الوريد إلى الوريد.
إن هؤلاء الموالون يدركون جيدا أن قدوم الديبلوماسي سيدي محمد بيد الله، كقنصل عام مغربي، رصاصة قاتلة لا يمكنهم تلافيها، ما داموا يعرفون أنه ابن شرعي لـ "النواة الصلبة" التي يدينون لها بوجودهم السياسي. فهو ابن مدينة السمارة التي أنجبت عبد القادر طالب عمر "أول وزير أول للبوليساريو"، ويعرف جيدا كيف بدأت "فكرة الانفصال" في دار التوزاني بالدار البيضاء؛ وكيف "تجنحت" الفكرة وطارت إلى ليبيا ثم إلى الجزائر؛ وكيف حازت السلاح والمال، وتحولت إلى شوكة في خاصرة الصحراء..
إنه "سيدي محمد بيد الله " القنصل المغربي الجديد لمدينة بيلباو، محضنة الانفصاليين الذين يقودهم محمد ليمام محمد عالي سيد البشير، ممثل الجبهة في إقليم الباسك، الذي فوجئ بانقلاب السحر عليه، لما أعلن موالون للبوليساريو يقيمون في مدينة بلباو أنهم أصبحوا يدعمون مشروع الحكم الذاتي، في أعقاب الندوة التي نظمتها، في 18 نونبر 2021، "الجامعة المحلية" و"الجمعية الصحراوية في بلباو"، حول موضوع "الحكم الذاتي كنظام للحكم والتسوية السياسية". ومن المتوقع أن يتمكن القنصل العام المغربي من جعل ممثل البوليساريو "يلثم المقاعد الفارغة" بعدما تبين كساد الأطروحة الانفصالية التي يدعمها العسكر الجزائري بالمال والسلاح والصراخ؛ وهي المهمة التي أصبحت أكثر انحناء في أعقاب القرار الإسباني بتأييد مقترح الحكم الذاتي كأساس واقعي لحل نزاع الصحراء.
سيقول سيدي محمد بيد الله للانفصاليين: "لا نريد غازا، ولا قمحا، ولا رايات؛ ولا نريد ولاءً مغروسا كالشوك في مآتم الشهداء؛ ولا نريد رزقا مقطوعا خارج الوطن؛ ولا نريد وطنا مرهقا من أبنائه. نريد أن نسترسل جميعا بأذرع متشابكة في تنميته وبنائه وازدهاره". إنها لغة القناع التي تربى عليها رجل بصم على مسار طويل داخل أروقة وزارة الخارجية ، وفي الداخل والخارج.
هو ابن العلامة الفقيه والقاضي المرحوم محمد محمود ولد بيد الله، والأخ الأصغر غير الشقيق للشيخ الدكتور محمد بيد الله، وزير الصحة السابق والقيادي السابق لحزب البام ورئيس الغرفة الثانية سابقا. أطل على العالم في الرابع من أبريل 1971، وتربى في بيت علم وفقه ومعرفة بمدينة السمارة التي تدرج في أقسامها الإعدادية والثانوية إلى أن نال شهادة الباكلوريا سنة 1989، ثم اتجه إلى مدينة مراكش من أجل التحصيل الجامعي، إلى أن حصل منها على شهادة الدروس الجامعية العامة (DEUG) من جامعة القاضي عياض بمراكش، قبل أن ينتقل إلى الرباط ليحصل على إجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة محمد الخامس. وبعدها، التحق سنة 1995 بوزارة الشؤون الخارجية كمستشار، وتم بعدها تعيينه نائبا للسفير المغربي بالمكسيك، ثم بليما (البيرو)، ثم مستشارا بالسفارة المغربية ببرازيليا. قبل أن يتم تعيينه قنصلا بمورسيا، حيث أبان عن كفاءة إدارية وتدبيرية واستثمارية مهمة، بل إنه فضلا عن مهامه في خدمة المهاجرين المغاربة، نسج علاقات مع منظمات إسبانية، مثل "جمعية مورسيا للطلح"، فضلا عن تمكنه من إقناع مجموعة من الفعاليات الأكاديمية والفنية بزيارة الأقاليم الجنوبية للمغرب، مثل أنطونيو فيسينتي فراي سانشيز (مؤرخ وأستاذ جامعي بجامعة مورسيا) وغونزالو سانشيز الفاريز كاستيلانوس (مصور/ مصمم)، وباولينو روس (صحفي بالراديو الجهوي لمورسيا)، لاطلاعها على ما تزخر به المنطقة من إمكانات سياحية، حيث زاروا محمية النعيلة بإقليم طرفاية، ومواقع النقوش الصخرية، وكذا المواقع الأثرية، بالإضافة الى عقد لقاءات مع السلطات والفاعلين المحليين بأقاليم العيون وطرفاية والسمارة. كما عمل على توقيع اتفاقيات شراكة بين "جمعية التفاعل بمورسيا" و"مركز الساقية الحمراء للدراسات والأبحاث بالعيون"، و"جمعية ميران لحماية التراث بالسمارة" لتعميق البحث حول المواقع الأثرية والطبيعية بجهة العيون الساقية الحمراء. وحسب ما يقوله مقربون من الرجل، فإنه لا يؤمن بديبلوماسية المكاتب والمكيفات الهوائية، بل يعتبر أن "المبادرة نحو الآخر بالحوار هو عمق العمل الديبلوماسي".
وسبق لسيدي محمد بيد الله أن شغل منصب رئيس مصلحة بمديرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالإدارة المركزية. كما يتحدث 5 لغات بطلاقة: (العربية، الفرنسية، الاسبانية، الانجليزية، البرتغالية)، وله عدة إصدارات من بينها كتاب حول "الاستثمار بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية"، فضلا عن مجموعة من المقالات الصحافية التي تعرف بأصول نزاع الصحراء والسيادة المغربية عليها، مما يؤكد أن الرجل سينازل خصوم بلاده، في عقر محميتهم، بسلاح المعرفة بالقضية، وبالجغرافيا والتاريخ.
صحيح أن ما ينتظر هذا المسؤول، الأب لثلاثة أبناء، ليس سهلا. غير أنه يؤمن أن الممكن في عمله ليس باردا أو مظلما، كما يؤمن أن شرف الديبلوماسي هو أن يجعل الوطن ينبض بين ذراعيه، وأن يعرف كيف يسكت خصوم المغرب من الوريد إلى الوريد.