الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الواحد بنيس: أليس من حق الوالد المغربي أن يحتفل به أبناؤه بمناسبة عيد الأب؟؟!

عبد الواحد بنيس: أليس من حق الوالد المغربي أن يحتفل به أبناؤه بمناسبة عيد الأب؟؟! عبد الواحد بنيس
يعتبرعيد الأب الذي يحتفل به في 19 يونيو من كل سنة  عيدا وطنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، كما تحتفل به مجموعة من الدول عبر العالم بما فيها بعض الدول العربية كمصر وسوريا ولبنان والأردن بل وحتى السعودية.. أما في المغرب فيمر هذا اليوم في صمت  ولا يحتفل به إلا القليل من الأسر إقتداءا  بالدول الغربية التي ذكرت ،والسؤال المطروح هو:هل ليس من حق الوالد أن يحتفل به أولاده وزوجته؟هل الإحتفال بوجوده يعتبر معصية أم مرضاة لله حين أوصانا بالوالدين إحسانا؟هل يعتبر هذا التجاهل عصيانا في حق الوالد دون الأم التي تحظى ب إحتفالات عديدة كعيد الأم وعيد المرأة وعيد الحب !!..أم هو تطبيق لوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين أوصى بالأم ثلاثا وبالاب مرة واحدة؟ لاأعتقد ذلك شخصيا.. ولكن المهم  هو اني لم أسمع من أبنائي الثلاثة ولو عبارة تهنئة واحدة !؟ هل هو جهلا  أو نكران أم نسيانا؟؟. 
 
أليس من حق الوالد أن يسمع من إبنه كلمة: أحبك يا أبي، أطال الله في عمرك يا أبتي، أعانك الله علينا يا أبي، شكرا لك يا أبي ،لقد أتينا لهاته الحياة من صلبك، شكرا على الدفء الذي منحتها و تمنحنا إياه ونحن بين أحضانك، شكرا لتعبك من أجل أن نستريح،شكرا لعطشك لنرتوي،شكرا لجوعك لكي نشبع، شكرا لتحملك أعباء الدنيا لكي نسعد،شكرا للطمانينة التي نشعر بها 
وأنت موجود بيننا فلا نخاف ولا نجوع ولا نظمأ ولا تغمض لنا عين ارقا أو مرضا أو حزنا  ولا نبيت في العراء ولا ولا ولا!!
ماذا تنتظرون أيها الأبناء؟.

إحتفلوا بوالدكم، طبطبوا على كتفه،ضموه لصدوركم جالسوه، حدثوه، ابتسموا له، العبوا معه، فكم من والد يشتاق للعب مع أبنائه لأنه نسي أن يلعب ويريد أن تفكروه وهو يراكم  تلعبون،أو نسي أن ياكل ليراكم تشبعون، أو سهر الليالي ليراكم نائمون، أو نام في البرد لتدفؤون. 
احتفلوا بوالدكم ما دام حيا 
سيأتي يوم تودون أن تفعلوا أي شيء ،بل كل شيء فقط لرؤيته ،ولكن هيهات  بعد فوات الأوان وسوف يختفي ويتوارى  بعيدا،بعيدا،بعيدا. 
سيأتي عليكم يوم تشتاقون فيه شم جلبابه المركون في الدولاب فتقولون:أين يديك الناعمتين يا ابتي؟أين صدرك الدافئ؟أين قلبك الكبير؟ أين عقلك المدبر؟أين أين أين؟
 وقتها  سوف لن يبق بين أيديكم إلا الندم والحسرة 
والرثاء على أب كان  ..وكان 
وختاما كم هو حزين أن 
أحتفل بعيد  الأب  .. وحدي