الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: عذرا السيد رئيس الحكومة!

ادريس المغلشي: عذرا السيد رئيس الحكومة! ادريس المغلشي

أعتذر لكم ومن خلالكم لباقي مكونات حكومتكم الموقرة بدواوينها وكتابها العامين وناطقها الرسمي على وجه الخصوص الذي لا يشق له غبار. ونلتمس من سيادتكم أن تغفر لنا جرأتنا الزائدة للمس بجنابكم. فمقامكم لا يهان. فأنتم من يحاول ان يمتعنا بكل حقوقنا على الأقل بشكل شفاهي في قبة البرلمان مرفوقة بتصفيقات أغلبية "لاهي في العير ولا في النفير" كما يقال. أسقطوا بمظلات خطأ على مهمة غير واعون بأهميتها ولا بخطورتها على المستقبل جاءوا للتصفيق ويعتبرون هذه مهمتهم. عذرا إن أخطأنا في جنابكم أو أسأنا التقدير فنحن رعايا هذا الوطن الذي علمنا أن رؤساء حكومتنا مهما قسوا علينا فهم أدرى منا بمصالحنا.  لا قول يعلو فوق قولكم مهما كثر المشوشون والمغرضون. لا تهتموا بهم فليس لديكم الوقت للتفاهات ...! اعلم جيدا أنكم غير عابئين بهذا الأمر. فليس فصاحة الكلام للمناوئين وفن الخطاب وتنميق الكلام ما يجعلنا متفائلين ما دمتم متلعثمين في القول غير قادرين على الإفصاح عما بدواخلكم اسمحوا لنا السيد الرئيس فرغم وجود صعوبة في فهم ماتقولون فنحن مجبرين على قول (نعم) مادامت تعلو محياكم نرفزة تفضح سريرتكم كلما تطاول أحدهم على جنابكم. لا تقلقوا لن نكرر هذا الأمر. اغفر لنا استعجالنا في أمرنا ...! " فلازربة على صلاح" فوعود الحملة التي رفعتموها قبل يوم الثامن من شتنبر المعلوم حققتم فيها انجاز غير مسبوق بعدما نقلتموها من الشارع وأجواء الحملة الانتخابية إلى قبة البرلمان وتذكرني سيدي الرئيس وأنتم تعيدون ترديدها بمقطع من مسرحية دريد لحام "كأسك ياوطن "الوعود تأتي بطريقة (س.سوف. سلوا سلوى) نحن المسؤولون ما دمنا لم نكيف زماننا وانتظاراتنا ومشاكلنا المتراكمة مع زمانكم وانشغالاتكم. فلنؤجل كل قضايانا إن شئتم. بل تذهب إلى الجحيم ولغير رجعة إذا حاولت تعكير صفو مقامكم.

السيد رئيس الحكومة أشكركم على كل ما قدمتموه لنا من قرارات فعلا نحن شعب نستحق. صوتنا أو لم نصوت فالأمر سيان مادامت خرائط وطني السياسية تنجز سلفا قبل إجراء الانتخابات ونحن مجرد كومبارس يزين حفلة إعلان النتائج ومادامت الأحزاب الكارتونية لا تجيد سوى إمساكنا من الرقبة لتمارسوا علينا عملية ذبح مباركة ورحيمة من الوريد إلى الوريد. اعذرني السيد الرئيس فشعاراتكم لأهميتها السياسية فهمنا منها العكس كل الوعود وردية رغم ان المثل المغربي يقول "ما تبدل صاحبك غير مكرف منو "

ماذا عسانا نفعل؟ أمام جبن سياسي مكلف وغياب لمؤسسات دستورية. أين مجلس المنافسة الذي ولد مشلول الحركة عاجزا عن القيام بدوره؟ أين جمعية حماية المستهلك المغيبة التي أصبحت حديث برنامج مختفون ولم نعد نسمع لها خبر؟ الإعلام المأجور الذي فطنتم لنقط ضعفه فأغدقتم عليه المنح من خلال الإشهار فباع المواطن والقضية وأصبح نافذة وبشكل يومي للتفاهة والسفاهة والسفالة مضحيا برسالته النبيلة في سبيل بعض الدريهمات يصلبن طوله. ولم يشر أمام سطوتكم وغلبتكم أي إشارة على هامش الزيادات الصاروخية في المحروقات. لكم الحق بعدما عفا كبير السحرة عنكم في ملف 17 المليار. ولكم الحق أن تتمادوا في استنزاف مقدرات الوطن وأنتم تجنحون لممارسة شره التاجر عوض نبل رسالة السياسي. قضيتم على القدرة الشرائية للشعب المقهور فلم نعد نرى سوى ثراء فاحش وفقر مدقع. لا مجال للتحدث عن طبقة متوسطة بعدما اصبحت في خبر كان أمام غلاء المعيشة الذي استسلم له الكل.

السيد الرئيس المحترم...!

 ابحث عن تسمية جديدة لحكومتكم بدل لقب الاجتماعية التي مارستم عليها تعسفا في الصياغة وتزويرا في التنزيل. ليست هذه قراراتها ولا هذه معالمها. نصيحتي إليكم قبل أن ترسبوا في الامتحان رغم دعمكم .فمعالم إخفاقكم لا تحتاج لدليل .