الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

إسبانيا تطالب الناتو بالتوجه نحو المغرب والجزائر ودول الساحل

إسبانيا تطالب الناتو بالتوجه نحو المغرب والجزائر ودول الساحل سانشيز رفقة الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ
ترغب الحكومة الإسبانية، التي تستضيف قمة رؤساء دول وحكومات الناتو يمن 28 إلى 30 يونيو 2022، في أن تسفر مناقشات القمة على تطلع الحلف إلى الجنوب، وأن يتم العمل، قبل كل شيء، على مواجهة عدم الاستقرار والتهديد الإرهابي المتزايد في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، فضلا عن توجيه الأنظار إلى المغرب والجزائر، على الرغم من دون ذكرهما صراحةً، حتى لا يجعل جو العلاقات، خاصة مع الجزائر، أكثر تأزما.

ومن المتوقع أن تدرج إسبانيا خلال مناقشات الناتو "الجنوب" كمنطق جديد في استراتيجية الناتو، حيث سيتم ضم كل ما يعتبر تهديدا لدول الناتو، بما فيها إسبانيا، على امتداد العقد القادم.

هذا ما أشار إليه رئيس الحكومة ، بيدرو سانشيز، خلال مثوله أمام مجلس النواب الإسباني، مؤكداً أن هذا هو الهدف الذي تم تحديده، بل هذا ما يجري التفاوض على صياغته كنص قانوني، فقرة فقرة، من قبل سفراء دول وحكومات الناتو.

وتقوم الحكومة الإسبانية  بمحاولات مكثفة منذ شهور، ولا سيما وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، لإقناع بقية الحلفاء بأن هناك أيضًا تهديدات حقيقية في الجنوب، حتى أن الحكومة، كما جاء في مقال لـ الكونفيدونسيال ديجيتال"، جندت الملك فيليبي السادس، بمناسبة الذكرى الأربعين لانضمام إسبانيا إلى الناتو، للفت الانتباه إلى "الجنوب" كمفهوم استراتيجي. وقال الملك "إن أمننا الجماعي يتطلب أيضا أن يولي الحلف اهتماما متزايدا لتحديات الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي".

إلى ذلك كان سانشيز قد أوضح، في حديثه أمام أعضاء مجلس النواب، أنه "إذا حدث شيء ما، ونأمل ألا يحدث، على الجبهة الجنوبية، فسنطلب أيضًا هذا التضامن". ومعلوم أن الوضع في منطقة الساحل هو قضية تثير قلق الاتحاد الأوروبي منذ سنوات، وبالتالي فهي ليست جديدة على الحلفاء الذين يمتلك الكثير منهم وجودًا عسكريًا في دول هذه المنطقة. بل إن القلق تزايد في أعقاب الانقلاب العسكري المزدوج في مالي والانقلاب في بوركينا فاسو في وقت سابق من هذا العام.

إضافة إلى ذلك، تعرف الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية- "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" وتنظيم "داعش" في الساحل – نشاطا متزايدا في العامين الماضيين، حيث قام الجهاديون بتوسيع أنشطتهم، حيث تحولت بوركينا فاسو، على سبيل المثال، إلى المركز الرئيسي للحركة الجهادية، مع قاموا بتركيز أنشطتهم في دول خليج غينيا، ولا سيما بنين وتوغو وساحل العاج.

غير أن المبرر الذي تعتمد عليه مدريد لإطلاق الإنذارات في وجه الحلفاء، هو وجود مرتزقة الروس في مالي (مجموعة فاغنر)، وهي شركة توظف مرتزقة في النزاعات المسلحة (مملوكة لحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، وهو ما أدى، في حينه، إلى مزيد من التوتر في العلاقة بين باماكو وباريس، بل توج بمطالبة القوات الفرنسية بمغادرة البلاد. 

إلى جانب ذلك، هناك أيضًا قلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تتركه الحرب في أوكرانيا على دول هذه المنطقة، خاصة أنها واحدة من أكثر المناطق تضررًا  من مشاكل إمدادات الحبوب التي تجلبها الحرب الأوكرانية، مما قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وتوليد عدم الاستقرار الاجتماعي؛ وهو ما قد يسفر عن تدفقات جديدة من اللاجئين والنازحين الذين يمكن للكثير منهم أن يوجه أنظاره إلى أوروبا.

وبحسب ألباريس، في لقاء صحافي يوم الخميس الماضي، فإن "التهديدات أكثر تنوعًا من أي وقت مضى وتتطلب استجابة موحدة ومنسقة بين الشركاء والحلفاء".

وشدد ألباريس على أنه "لقد رأينا كيف يتم استخدام ضغط الطاقة على سيادة بلداننا ، وكيف يتم استغلال المهاجرين بطريقة غير مقبولة تمامًا للضغط على حدودنا ، وكيف تتضاعف الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك تلك التي تستهدف البنية التحتية الحيوية".
وحذر قائلا: "لقد رأينا ذلك على الجانب الشرقي، ويمكننا أن نشهد تمامًا استخدام هذه التهديدات على الجانب الجنوبي" ، مدافعًا عن أنه "يجب على الحلف أن يرد بشكل موحد على ذلك، وبطريقة حازمة وحاسمة".