الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

المعرض الدولي للكتاب: تكريم الراحل لغضف خدمة لثقافة الوحدة والتماسك

المعرض الدولي للكتاب: تكريم الراحل لغضف خدمة لثقافة الوحدة والتماسك لحظة تكريم الراحل محمد الأغضف الداه
اختلطت المشاعر في رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط، الأربعاء 8 يونيو 2022، مشاعر الحزن ومشاعر الأمل، حزن على فراق الزميل محمد الأغضف الداه، المدير المركزي لقناة العيون، بعد مرور عام على رحيله، وأمل في استكمال مسيرته المهنية بنفس الطموح والتحدي بل والتصدي لكل تشويش على ملف الوحدة الترابية..
مسار مهني طويل عاشه الراحل لغضف، منافحا مدافعا بصوته وصورته وقلمه عن حوزة البلاد في أقاليمنا الجنوبية، فكانت ومازالت قناة العيون الجهوية، سابقة إعلامية في العالم العربي.
اللقاء التكريمي الذي حضرته الأسرتين الصغيرة والكبيرة، ضاقت عن استيعابها رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وكان مناسبة لتجديد الذكريات وتجديد العهد مع رجل وهب حياته لمهنته ولبلاده.
 

مبادرة تكريمية كانت في محلها من قبل الإدارة العامة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ممثلة في فيصل العرايشي، وهي المتعلقة بإحياء الذاكرة الإعلامية، الذي تجسد من خلاله المؤسسة قيم الاعتراف والتقدير والوفاء التي تشكل سياسة إدارتها تجاه أطرها الإعلامية والإدارية والتقنية، وتسعى من خلاله إلى ربط الماضي بالحاضر في استمرارية الرسالة النبيلة للإذاعة والتلفزة وقيم الخدمة العمومية.
وخلال هذا اللقاء التكريمي، استحضر زملاء وأصدقاء الراحل محمد الأغضف الداه، بحضور أفراد أسرته، مسيرته المهنية في تطوير الإعلام التلفزي العمومي، لاسيما إسهاماته في جهود تنفيذ مشروع تأسيس أول قناة تلفزية جهوية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ممثلة في قناة "العيون"، التي انطلق بثها سنة 2004.
وفي هذا الصدد، أجمعت الشهادات المقدمة في حق المكرم، أنه بصم في إدارته لقناة "العيون" الجهوية على أداء مهني، أبان فيه، كما ورد في برقية التعزية التي وجهها  الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة الراحل، إثر وفاته يوم 02 ماي 2021، "عن كفاءة ومهنية إعلامية عالية متشبعة بروح وطنية صادقة وغيرة شديدة على ثوابت الأمة ومقدساتها".
 

ولفت المتدخلون إلى أن نجاح الراحل في جعل هذه القناة تجسد إعلام القرب وتنجز مهامها الجسيمة في تقديم خدمة إعلامية عمومية ذات برمجة عامة ومتنوعة، بتعبير جهوي في أغلبيته، موجهة خصوصا لساكنة الأقاليم الجنوبية لبلادنا، كان باكورة مسار مهني مرجعي ومتخصص، انطلق ابتداء من سنة 1977، لما ولج الراحل ميدان الصحافة.
وبفضل تخصصه في متابعة مستجدات القضية الوطنية الأولى، تمكن الراحل، بمعية طاقم القناة، المكون من كفاءات مهنية شابة لها ارتباط مباشر بالأقاليم الجنوبية، من ضمان تنفيذ هذه الخدمة الإعلامية العمومية لخطها التحريري والالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مستندا في ذلك على رؤية واعية بأن الذود عن الوحدة الترابية للمملكة هو أيضا معركة إعلامية من أجل تثبيت الحقيقة والتصدي لـ"البروباغندا" المعادية للمصالح العليا للوطن.
واعتبر المشاركون في هذا اللقاء التكريمي أن الراحل محمد الأغضف الداه، غادر دنيانا لكنه ترك للوطن صرحا إعلاميا كبيرا يعد صلة وصل مع الثقافة الحسانية، إذ تواصل قناة "العيون" الجهوية، انطلاقا من مدينة العيون، كبرى حواضر صحرائنا المغربية، بقيادة المدير بالنيابة الزميل عليوة بدا، المدير المكلف بالنيابة، المحافظة على خطها التحريري وبرامجها السياسية والثقافية والرياضية، وخاصة النشرة الإخبارية الرئيسية التي يتوسع يوما بعد يوم عدد مشاهديها في المغرب وبموريتانيا وتندوف.
ورغم منافسة تسع قنوات فضائية، يستهدف بثها الحوض الجغرافي للثقافة الحسانية (شنقيط، الموريتانية 1، الموريتانية 2، الثقافة الموريتانية، المرابطون، المحضرة، الساحل، دافا)، تظل قناة "العيون" بجمهورها البالغ 5 ملايين مشاهد، في الصدارة بفضل سمعتها الموضوعية المتميزة التي رسمها لها المؤسسون منذ سنة 2004، وبحجم إجمالي من ساعات البث، يواصل ارتفاعه سنة بعد أخرى، فبلغ في سنة 2021 أكثر من 313 ساعة من الإنتاجات الداخلية، و156 ساعة من الإنتاج الخارجي.
 

وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء التكريمي ساهم فيه، بحضور أبناء الراحل محمد الأغضف الداه، شبيهنا حمداتي ماء العينين، العضو السابق في المحكمة الدستورية، ومسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، محمد مماد، المدير المركزي المكلف بالقنوات الأمازيغية، كريم سباعي، مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية، إلهام الهراوي، مديرة مديرية الإشهار والحلول الرقمية، علي خلا، مدير الإنتاج والبرامج للإذاعة، وعبد اللطيف المبرع، مدير الأخبار للإذاعة، صباح بنداود، المديرة المساعدة المكلفة بالإذاعات الجهوية، بالإضافة إلى زملاء الراحل في قناة "العيون" الجهوية، وكذلك فعاليات فنية وثقافية وعدد من الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية.