الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: من دون شوفينية فيلم (تمغارت ن اورغ) لمخرجه الحسين بيزگارن أولى بالمشاهدة والتكريم .. 

يوسف غريب: من دون شوفينية فيلم (تمغارت ن اورغ) لمخرجه الحسين بيزگارن أولى بالمشاهدة والتكريم .. 
ولأنّ القاعة فرضت نفسها كأمر واقعي.. وبالرغم من كل النواقص التي وقف عليها المختصون  وذوي الخبرات في مجالي السينما والتنشيط من بينها أن لا قاعة ركحية في العالم بدون كواليس..فإن هذا الأمر الواقع لا يمكن أن يكون مقبولاً بالمرّة بهذه الاختيارات الفنية المبرمجة للتعريف والترويج لهذه القاعة المتواجدة بأكادير عاصمة جهة سوس ماسة..
هذه الجهة المتميزة بموقعها الوطني كوسط المملكة كما أخبرنا بذلك الملك محمد السادس في خطاب خاص بالمدينة والجهة.. وبفرادتها اللسنية وتنوعها الإبداعي وفي جميع المجالات بما فيها السينما وبمعايير متقاربة مع الإنتاج الوطني المغربي بشكل عام…
ليس مفهوماً ولا مستساغاً من حيث الفكرة والشكل أن يبرمج "فيلم الحال "وتكريم مخرجه اليوم وفي رصيد المدينة والجهة فيلم أمازيغي اسمه ( تمغارت ن اورغ).. بعيداً عن كل شوفينية كما قد يتوّهم البعض… بل هو في صلب مسؤوليات ذوي القرار بالمدينة والجهة ضمن مخطط التنمية الجهوية الذي يعتبر الإبداع والثقافة عموما إحدى الروافع الأساسية لأي تنمية.. وهي الغائبة للأسف في كل ما هو مبرمج اليوم والقادم أكثر.. لذلك يتساءل المرء - وبحسرة- عن عدم إنتباه هؤلاء المشرفين  على البرمجة إلى فيلم أمازيغي يعتبر وقت إنتاجه لحظة مفصلية في تاريخ الدراما  المغربية الأمازيغية.. هل هو جهل.. أم تجاهل.. أو تفكير أحاديّ ما زال يشتغل بمنطق المغرب النافع!!؟.. 
لنا الحق في استحضار هذا التقييم.. ولا عيب في أن نطالب بتواجد إبداعاتنا الجهوية في هكذا مناسبات تنزيلاً لمشروع الجهوية الموسّعة من جهة.. وترويجا لمغربنا المتنوع والمتعدد كإحدى علامات التميز بين الدول والأوطان من جهة أخرى .. هذا هو الغائب عند المبرمجين.. وهم على مرمى حجر من منزل المخرج ( بشهادة المركز السينمائي) الأستاذ الحسين بيزگارن طريح الفراش اليوم  ويعاني في صمت.. 
أليست هذه اللحظة مناسبة حقيقية لتكريمه والإعتراف بمجهوده الجبار في تأليف وإخراج أول فيلم أمازيغي مطوّل حتى قيل عنه بأنّه عصفور السينما الأمازيغية!!.. 
ثلاث سنوات من العمل في ظل ظروف غير مواتية والمليئة بالإحباطات والتوجسات حينها ذات الصلة بكل ما هو أمازيغي.. 
وفي نفس السياق يمكن بالمناسبة استحضار روح بطل الفيلم فقيد الدراما الأمازيغية السيد" أحمد بادوج" التي ما زالت أصداء برقية تعزية الملك محمد السادس  إلى عائلته الصغيرة والكبيرة ترنّ في آذاننا جميعا  تقديرا لدوره النضالي في تطوير الدراما المغربية وبعدها الأمازيغي.. 
ومما جاء فيها:
(..وبهذه المناسبة الأليمة، نعرب لكم، ومن خلالكم، لكافة أهلكم وذويكم، ولأسرة الفقيد الفنية الوطنية الكبيرة، ولجميع أصدقائه ومحبيه، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في رحيل أحد رواد المسرح والسينما الأمازيغيين ببلادنا، والمشهود له بمساهماته الجادة والمتميزة في خدمة التراث الفني الأمازيغي المغربي) 
ورغم ذلك يتمّ تجاهله بمدينته وأحد أبناء حي بووارگان وغيرهم من أبطال هذا الفيلم.. 
أعتذر.. 
فقد تكلمت بصوت مرتفع.. وسط صمت كل هؤلاء المتواجدين بسلطة القرار من أبناء المدينة والجهة وهم خارج التغطية في هذا الانتقال من تأهيل شوارع المدينة وحدائقها إلى بدء التأهيل الثقافي.. وتمرير شعار لمدينة إحدى علاماته وتجليّاته.. نعم أنا جهويّ.. وتحت سقف الوطن… وفي عمق مشروعنا الديمقراطي - الحداثي.. 
وغير ذلك.. تمة  تفاصيل صغيرة