الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

مصطفى العراقي: كتاب" الطفل الذي كنته" يرسخ ثقافة الاعتراف(مع فيديو)

مصطفى العراقي: كتاب" الطفل الذي كنته" يرسخ ثقافة الاعتراف(مع فيديو) مصطفى العراقي ( يمينا) وغلاف كتاب" الطفل الذي كنته"
أشكر المؤسسة الدستورية المجلس الوطني لحقوق الانسان على إدراجها كتاب " الطفل الذي كنته" ضمن أنشطة رواقها بالمعرض الدولي للنشر والكتاب.
تحية إلى كل صديقاتي وأصدقائي بهذه المؤسسة التي قضيت في رحابها كعضو بولايتها السابقة، قضيت إحدى أهم تجاربي وتكويني باعتبارها مدرسة حقوقية بامتياز.
الكتاب الذي نحتفي به اليوم أعددته باسم حركة الطفولة الشعبية لتكريم شخصية وطنية. الفقيد سي الطيبي بنعمر الذي أسس بمعية الشهيد المهدي بنبركة هذه الجمعية في يناير1956 والتي تنشط في حقل التربية مع الأطفال ومن أجل الأطفال في أكثر من 60 فرعا بربوع المملكة.
هذا الكتاب التكريمي أردنا من خلاله أن نرسخ ثقافة الاعتراف.  اعتراف بعطاءات الفقيد الذي كان بحق المربي النموذج، الأستاذ النموذج، المناضل النموذج، الموظف النموذج، الأب النموذج، الصديق النموذج...
 هذا الكتاب الذي يقع في 320صفحة ساهم فيه 46 من نساء ورجال الفكر والرواية والشعر والمسرح والنقد والتشكيل والاعلام...تمحورت فكرته حول استفزاز ذاكرة المساهمين بسؤال: أي طفل أي طفولة عاشوها؟ كان عليهم القيام بعملية استرجاع وقائع مرحلة من حياتهم. مرحلة عبروا خلالها تضاريس وعرة في الغالب. مارسوا أثناءها شغبا جميلا. وتركت وشما في هذه الذاكرة...
المساهمات والمساهمون هم في المجمل أطفال مغرب الستينات والسبعينات. مغرب بمخاضاته بتحولاته بتفاعلاته السياسية والثقافية. حملوا حلم أن يصبحوا فاعلين في الابداع والتدريس والفن والصحافة والسياسة. في حقول معرفية شتى. أمسكوا بجمرة هذا الحلم رغم عناد الواقع وقساوة الظروف.
هن، هم أبناء المدرسة العمومية التي كانت لها في تلك الحقبة هيبتها، قيمها، أدوارها، عنصرها البشري التربوي والاداري الحاضر بشخصيته وجديته وصرامته. 
المساهمات والمساهمون في بوحهم، أبرزوا أنهم عاشوا طفولة متنوعة الفضاءات. تبدع ألعابها تدبر زمنها تنسج حكاياتها تنتظر مواعيدها الاسبوعية أو الدورية المقدسة لديها لتستمتع بحياة في أمكنة كانوا يرونها مركز الكون...
وأنا أعد هذا المنتوج، اتصلت في مرحلة أولى بحوالي 50 شخصية لبى دعوة المساهمة قولا وكتابة وفي زمن قياسي 46. ولإكراهات تقنية تتعلق بإخراج الكتاب صعب علي القيام بمرحلة ثانية للائحة جديدة ونجم عن ذلك عتاب وجهه لي العديد من الصديقات والأصدقاء. وأعتقد أن حماس المساهمة ومستواها الرفيع مرده مكانة الفقيد وعرفانا بعطاءاته.
قدم ل «الطفل الذي كنته" الاستاذ فتح الله ولعلو الذي تعرف وهو طفل على سي الطيبي بنعمر كأحد أبناء حيه السكني بالمدينة القديمة الرباط. واستمرت العلاقة وطيدة وهما معا ينتميان لنفس العائلة السياسية. 
أيها الحضور الكريم،
 إن التربية على العموم هي ايقاظ الطفل الذي فينا، الطفل الذي كناه، ومساءلة مساره عن ماهي الحاجيات التي كانت اساسية وضرورية له.  وأن نعمل انطلاقا من نتائج هذه المساءلة المستمرة على بناء طفل الحاضر والغد بناء سليما متوازنا منتجا بإيجابية لمجتمعه ووطنه وللإنسانية جمعاء.
سعيد بحضور العزيزين الرائعين صداقة الوفيين التزاما. الدكتورة حسناء أبو زيد التي شدها الحنين الى وسط الصغار تذرع معهم ازقة  كلميم ، إلى تزنيت الضيقة المترامية تحت الأبراج الهرمة. الحنين الى نغم اللكنات والسحنات المطرزة بالدماء الملونة التي تسافر في العروق كبشارات الأنبياء. فسيحة. رضية. متعددة. تلكن بالحسانية لذاك وبتشلحيت لهذا. وترشف من حساء منسم بعرق الأرض الامازيغية وتحتسي شايا عربيا منكها بصمغ الواحات ...
والاستاذ عبد الكريم جويطي الذي كان السوق سوق بني ملال يوم حرية تامة بالنسبة له ولاطفال المدينة. لم يكن السوق في طفولتنا مكانا مليئا بالناس ولا متعا ولا اكتشافات دائمة فقط كان كتابا ندخله لنتهجاه حرفا حرفا كلمة كلمة وجملة جملة. فيه اعطتنا الحياة دروسها الأولى وفيه عرفنا تقريبا كل شيء عنها ...
 سعيد بأن ينشط هذا اللقاء ابن حركة الطفولة الشعبية أخي عبد الرفيع حمضي المسؤول عن الحماية بالمجلس.
أيها الحضور الكريم ؛ أود أن اشير الى نقطتين أختم بهما كلمتي التقديمية هاته : 
"الشجرة الشامخة" هو عنوان تقديم الكاتب العام لحركتنا بهذا الكتاب . ونحن هنا في هذه اللقاء نعتبره محطة سقي لهذه الشجرة سي الطيبي بنعمر كي تظل شامخة في ذاكرة أبناء الطفولة الشعبية والحقل التربوي ببلادنا.
ثانيا، أهدي هذا للقاء إلى أخي وصديقي ورفيق دربي امحمد المذكوري أحد أعمدة وحكماء الطفولة الشعبية بمناسبة عيد ميلاده التي تحل يومه الخامس يونيو.
شكرا لكم .