الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: 6 أوهام تطبع دولة جنرالات الجزائر

عبد الوهاب الدبيش: 6 أوهام تطبع دولة جنرالات الجزائر عبد الوهاب الدبيش
لعل الشيء الوحيد الذي يتفق حوله العارفون بالشأن السياسي في بلاد الكذب والبهتان، أن لا قاعدة واقعية أو تاريخية لكل ما يدعون بدءا بالدولة وانتهاء بكل أنواع البروباغاندا التي تروج لها وسائل الإعلام في هذا الجزء من المغرب الكبير..
الوهم الأول: دولة اسمها الجزائر، وهذا الوهم نجح فيه مروجوه بأن أضحت لهم دولة معترف بها في كل المعمور. والأكثر من ذلك انهم صنعوا لها تاريخا متواترا، وكأنه شأن صنعته جبهة التحرير في استوديوهات إذاعة القاهرة زمن الرجل الذي كان يصرخ ولم يحقق شيئا..
لذلك فالموحدون دولة جزائرية ينتمي إليها عبد المؤمن بن علي الگومي المنسوب إلى قبيلة گومية الموجودة في الجزائر الحالية اعتمادا على وجود هذه القبيلة غرب وهران، وواقع الأمر أنها كانت تتواجد في أرض مغربية!! لأن الحد الفاصل بين المغربين الأقصى والأوسط كان هو وادي تافنا!
الوهم الثاني: ان الجزائر الحالية لها وحدة وطنية، وهنا يتبين حجم الأكذوبة التي انطلت على أشباه التقدميين الذين انخرطوا في دعم وحدة وطنية لا علاقة لها بحقيقة التطور التاريخي للمجال المسمى حاليا بالجزائر!!
الوهم الثالث: حجم التضحيات التي قيل انها لشهداء البلد الذين قاتلوا فرنسا والتي انتقلت من مليون شهيد حسب تصريح عيد الناصر في وهران سنة 1962، إلى مليون ونصف المليون شهيد زمن بومدين، إلى خمسة ملايين شهيد مع (خايب التسمية) إلى ثلاثة عشر مليون لأجل فك العزلة التي وضعت فيها الطغمة الحاكمة البلد حاليا، وحقيقة الأمر ان الدراسات المنجزة حول قتلى الطرفين زمن حرب " التحرير "لم تتجاوز ثلاثمائة الف قتيل من ضمنهم من ماتوا من المحاربين لأجل أن تبقى الجزائر فرنسية قبل الاستقلال..
الوهم الرابع: هو خريطة البلد الحالية، وهي النقطة التي تؤرق حكام قصر المرادية التي يقولون إنها أرض جزائرية خالصة وهي في حقيقة الأمر أرض معظمها مقتطع من الدولة المغربية منذ انهزامها عقب معركة اسلي سنة 1844 واتفاقية لالة مغنية المذلة للمملكة المغربية. هذا الوهم هو الذي يسعى حكام الجزائر إلى الحفاظ عليه بمهاجمة المغرب، حقيقة أنهم نجحوا في جعلنا منشغلين بما لا يوجد عندهم حتى لا نطالبهم بما يحتلونه من أراضي مغربية أخرى غير الصحراء المغربية في اقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب!؟ الآن يكشف تبون إلى محاوريه، أن المغرب كان له وزارة مستقلة تسمى وزارة الشؤون الموريتانية ليدعي بهتانا أن المغرب بلد توسعي استعماري غاية سياساته الداخلية والخارجية ان يستولي على اراضي الغير وهي في حقيقة الأمر دفاع عن أرض مغربية تحتلها الجزائر.
الوهم الخامس: جمهورية الوهم المصنوعة من مغاربة اختاروا أن يطعنوا بلادهم والتخابر مع ممتهني القتل والتدمير من بقايا إنكشارية الإيالة العثمانية في مدينة جزائر بني مزغنة ، هؤلاء الانفصاليون هم من بقايا من انخرط في ثقافة اليسار العدمي الذي حمل لواء معارضة الراحل الحسن الثاني، فقط لأنهم كانوا يحلمون بجمهورية تشبه جمهورية الموز بالجار الشرقي، ولأن جمهورية البنان والحليب والسميد والزيت المنعدم في بلد النفط والغاز ،إنتهت إلى حيث ينتهي الكسالى من حكام العرب الفاسدين، فإن من إنحازوا إلى أطروحة الانفصال من أبناء گلميم وطانطان وطرفاية وأسا وطاطا وبقوا في وضعية من تورط في قضية ما ولما علم ان لا مستقبل لفكرته اختار أن ينتحر انتحارا سياسيا، ويسترزق مما تمنحه أجهزة استخبارات معادية للمغرب عوض أن يعود إلى جاد الصواب وإلى رشده فيدخل إلى بلاده.
الوهم السادس: هو ما تصنعه أجهزة استخبارات الطغمة العسكرية حاليا مما أشار إليه المدون نواري خزرجي المقيم بالديار الفرنسية، الذي اوعز إلى حكامه أن يقيموا علاقات إنسانية مع دولة الارتزاق والانفصال حتى تتحول من دولة وهمية إلى حقيقة مؤسساتية لها علاقات مع من يعترف بها وأساسا دول الرشوة التي تخضع لمعيار من يدفع أكثر..
هذه الأوهام التي يريد أن يجعلها صانعو وممتهنو الكذب حقيقة موجودة لها أروقة عند الخصوم، هي حرب معلنة لا بد من إيجاد ما يوازيها لتفجير الأوهام من أصولها وتفجيرها من الداخل ، فهذا الكذب المصنوع بكيانات من التلفيق لا بد له من تدمير ينسفه من جوهره ليموت موتة أبدية إذا أردنا أن نبقى سالمين وهادئين ومنتفعين، وفك أسس الوهم وفضح مكوناتها، قضية دولة وشعب وربما آن الوقت للتفكير مليا في تشتيت من لا وحدة ولا كيان ولا تاريخ ولا مؤسسات وطنية له، إنها حرب هو من ابتدأ خطواتها وعليه تحمل تبعاتها وأقلها انهيار أسس وجوده.