الجمعة 10 مايو 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: إزدواجية المعايير.. المغرب وتركيا

الحسن زهور: إزدواجية المعايير.. المغرب وتركيا الحسن زهور
" إزدواجية المعايير" لا تتعلق فقط بمواقف الدول، بل تتعلق أيضا بالمواقف الإيديولوجية للأفراد أو الجماعات... هنا سنعقد مقارنة بين مواقف بعض الإتجاهات الإيديولوجية القومية والإسلامية المغربية أو العربية بخصوص إعادة المغرب لعلاقته مع إسرائيل، وفي نفس الوقت موقف نفس هذه التيارات من إعادة جتركيا لعلاقاتها السياسية مع إسرائيل( مع أن العلاقات الإقتصادية كانت جيدة بينهما)، لنفضح "إزدواجية المعايير"  عند هذه التيارات القومية والإسلامية. وإذا كان هذا الموقف الإيديولوجي اتجاه المغرب عاديا لدى هذه التيارات البرانية، لكنه غير مقبول من التيارات المغربية لأن المصلحة الوطنية أولى من المصلحة الإيديولوجية، أي أن الإنتماء الوطني يسبق الإنتماء الإيديولوجي، فالوطن هو الأساس وليست الإيديولوجيا، فإذا تعارضت المصلحة الوطنية مع المصلحة الإيديولوجية سواء أكانت قومية أو إسلاموية، فما التي نرجح؟ 
لنر الجواب في هذه المقارنات:
الموقف الأول: 
إعادة المغرب لعلاقاته بإسرائيل وصف من طرف:
 - حماس، ب : " الخطيئة السياسية".
- الزعيم الفلسطيني مصطفى البرغوثي: إدانة للمغرب،قال في استجواب معه في قناة فرانس24: " ما أقدم عليه المغرب رسميا هو خطأ فادح ومضر بمصالح المغرب" ( البرغوثي الفلسطيني يعطينا دروسا في التوجيه بلا حشمة.. نقول له: رتب بيتك الداخلي أولا).
- أحمد الريسوني رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وصفها ب:  العشق الحرام.
- حركة التوحيد والإصلاح:  عارضت ودعت إلى " وقف هذه الخطوات التطبيعية والتراجع عنها”.
- "مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين" في المغرب أدانت بلدها بكل عبارات الوضاعة السياسية وحملت المسؤولية ل "كل العاملين على خدمة التطبيع والتخطيط له، عن كل ما يمكن أن يترتب عن هكذا مسار تدميري يتجه نحو الصهينة الشاملة للبلاد".
- اسلاميو وقوميو المغرب، وصفوها ب: إرتماء في أحضان الصهاينة...
الموقف الثاني: 
إعادة تركيا لعلاقاتها السياسية مع إسرائيل ( أما العلاقات الإقتصادية فلم تنقطع بينهما) ،فماذا كان موقف هذه الأطراف التي هاجمت المغرب:
- حماس:  أصدرت بيانا بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لتركيا ، لم تذكر فيه تركيا بالإسم،  ورد في البيان أنها،:  "تابعت بقلقٍ بالغ زيارات مسؤولي وقادة الكيان الصهيوني لعددٍ من الدّول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات رئيس الكيان الصهيوني "يتسحاق هرتسوغ" لعددٍ من دول المنطقة"، وتعني بها الإمارات، لكنها لم تشر إلى زيارة رئيس وزراء اسرائيل لتركيا ( النفاق السياسي، لأن تركيا ممولة وحاضنة الإخوان).
- مصطفى البرغوثي : "
إنقطاع البث".
- أحمد الريسوني: الصمت من ذهب، والذهب هنا قطري.
- حركة التوحيد والإصلاح: صاح الديك التركي فسكتت عن الكلام المباح.
- الجمعيات والمنظمات الإسلامية والقومية بالمغرب، مثل "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين": علق أحد الظرفاء على ذلك بأن مسؤولي هذه الجمعيات لا يريدون كسر خاطر الممثلات التركيات في المسلسلات التركية التي غزت القنوات..
- إسلاميو وقوميو المغرب: تركيا ليست دولة عربية فلا نتدخل في شؤونها.
النتيجة:
عندما رجع المغرب في الألفية الثالثة إلى هويته الوطنية كبلد إفريقي، وركز على مصالحه الوطنية واعتبرها أساس علاقاته مع الدول الأخرى، بدأ الآن يجني ثمار هذه العودة سواء في ما يتعلق بقضيته الوطنية الأولى وهي الصحراء (وليس غزة)، وسواء في علاقاته التنموية مع إفريقيا ودوره الإفريقي.