الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

رشيد لبكر: الصحراء.. إسبانيا لا تلعب ومواقفها خاضع لميزان الربح

رشيد لبكر: الصحراء.. إسبانيا لا تلعب ومواقفها خاضع لميزان الربح رشيد لبكر
السياسة الخارجية لإسبانيا مبنية على الواقعية ورعاية مصالح الدولة، الآن فطنت بأن مواقفها في قضية الصحراء ووقوفها إلى جانب أطرَوحة كيان الوهم لم ولن تستفيد منه شيئا بل على العكس اضر بمصالحها كثيرا مع شريك استراتيجي جمعها به التاريخ والجوار .. مللي مصالحها تضررت معقلاتش علي شي واحد... في نظري هذه هي سياسة العقلانية ماشي ديال البخ والسم وشد لي نقطع ليك.. مواقفي ابنيها على ما يحمي ويرعى مصالحي وبس... لعل نظام الجارة العزيزة يعيق حتى هو ويهز ليديه علي هاد القضية باش المياه ترجع لمجاريها..
وتعود الحياة الي هذا الشريان العليل الممتد من ليبيا إلى المحيط الأطلسي... حان الوقت للقاء العائلات وتبادل الزيارات وتحريك الاقتصاد في بلدان المنطقة بأكملها... حان الوقت كي يعود أحبابنا المغرر بهم إلي حضن وطنهم، كي يتحقق َفيهم توجيه ديننا الحنيف: عفا الله عما سلف والوطن غفور رحيم.. جا الوقت فعلا باش يدخلو يبنيو بلادهم مع خوتهم يدا في يد... يبنيو بلادهم الصغيرة اللي هي الصحراء بجهاتها الثلاثة، وبلادهم لكبيرة اللي هي المغرب من طنجة لكويرة... علاش دول عالم اليوم تجري بحثا عن مصالحها ونحن نهدم أنفسنا بأيدينا... ارجو ان يستوعب الجميع الدرس الإسباني...فتحديات بلداننا كبيرة جدا وحرام نضيعوها في الخاوي...
اعتقد ان الاعتراف الاسباني بجدية المقترح المغربي، عرى النظام الجزائري تماما، ونزع عنه اي مبرر لاستمرار سياسته العدائية اتجاه المغرب، وقد حان الوقت كي يبادر هذا النظام بدوره إلي رفع اليد التي تزيد الحطب الي النار، فموقف اسبانيا الأخير، يمنحه شرعية اتخاذ هذا القرار، لينسحب من باب النزاع بشرف ويدخل من باب المصالحة باحترام، وإلا فلا معنى للبقاء في نفس الموقف، ولا مبرر له لمزيد من التعنت، في عالم جديد بدأت فيه الدول تعيد حساباتها وتحدد مواقعها في خريطة متسارعة الخطى نحو التغير وإعادة التشكل.. ابتدأ هذا الحساب مع كورونا والآن اصبح مطروحا بشكل اقوى مع ازمة اوكرانيا...الخريطة الجيوسياسية العالمية أضحت على موعد مع تحديث جديد ولا يمكن للجزائر أن تستمر في إبقاء حساباتها خارجا عن هذا السياق الجارف... عالم اليوم عالم مصلحة وتكتل، هذه هي الحقيقة التي لا أعتقد ان نظام البلد الجار غير مدرك لها، اللهم إن كان يملأ تفكيره بالأماني وأحلام اليقظة، والحقيقة، ان قلبه لو كان فعلا على البوليساريو، لبادر هو ذاته إلي دفعها نحو قبول الحل الذي اقترحه المغرب وليس العكس، اللهم اذا افترضنا شيئا آخر، وهو استغلال هذا النزاع لتصريف مشاكله الداخلية وصرف انظار الشعب الجزائري نحو قضايا لا مصلحة له فيها، ومن تم توجيهه نحو الاهتماَم بمشكل مفتعل وعدو محتمل وغير حقيقي، كل ذلك، من أجل صرف المواطن الجزائري عن طرح السؤال حول قضاياه الذاتية وهمومه الوطنية، بظني ان رفع الفيتو الجزائري عن هذا الموضوع، سيجعل الشعب الجزائري يقف علي مشاكل أخرى واسئلة ملحة، لا يملك نظامه الحاكم الجواب عليها ولا الإتيان بحلول لها حاليا، لاسيما إذا دخل في عملية المقارنة بين وضع وضع...!
صحيح المغرب لم يصل بعد إلي نهاية الطريق، ولكنه ماض فيها بثبات، هذه حقيقة مشهود بها دوليا ويمكن إثباتها، لكن ما يؤرق الحاكمين في قصر المرادية، أن المغرب يتنمى رغم عدم توفره علي الإمكانات الطبيعية الضخمة التي عند الجزائر، وتلك هي المشكلة (مشكلة وورطة هذا النظام).
بظني، حتي لو سلمنا بهذا الطرح، فهو يعكس تقديرا ضيقا للإشكال
وأقصى نفعه أنه يساهم في تأجيل الأزمة بدل حلها، فعلاقة الجزائر مع جارها الغربي، كانت دائما مطبوعة بالأخوة والصداقة والتعاون قبل صنع هذا النزاع من طرف الاستعمار ... وبالتالي، فكما كان الامر بالأمس، لن تجد الجزائر في مغرب اليوم، إلا ذلك الحليف الاستراتيجي، الباسط يده للتعاون والمنافح على المصالح المشتركة لبلدان المنطقة بأكملها وليس العكس.. . اعتقد التاريخ شاهد ولا يمكن حجب شمس الحقيقة بالغربال... كمواطن مغاربي، و بما يحمله قلبي من حب وتقدير للشعب الجزائري، وبكل ما استشعره من أحاسيس صادقة، ارجو ان تنقشع سحابة هذا الخلاف، كي تلتفت بلداننا إلي حل مشاكلها المتعددة بما يخدم مصالح ابنائها جميعا.. تحدياتنا متشابهة ومن الغباء نزيد هم على هم...