سعيد المفتاحي إن دور المثقف والفنان في المجتمعات الكونية هو دور في غاية الأهمية، ليس بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه فقط، بل أيضا بالنسبة للمجتمعات الإنسانية، حيث استطاع عدد هام من الكتاب والفنانين تخليد أنفسهم عبر أعمالهم وإبداعاتهم. واليوم نحن بحاجة ماسة إلى المثقف الحقيقي أكثر من الأمس.. بحاجة ماسة إلى خروج المثقف عن صمته، والفنان أيضا مطالب بانتقاء كلمات أغانيه التي ينبغي أن تكون هادفة، أي أغنية تستهدف التعريف بالهوية الثقافية للمغاربة والخصوصيات المغربية، إلى جانب تناول القضايا الإنسانية، فنحن لا نطمح الى إنتاج أغاني مواضيعها لا تخرج عن إطار الثقافة المغربية، بل نحن بحاجة إلى أغاني تصل إلى درجة العالمية يمكن أن يسمعها الفرنسي أو البريطاني.. أغان تجد فيها الشعوب ملامسة القضايا الإنسانية السامية التي ترقى بالمجتمعات. لابد من الإشارة إلى أن المنظومة التربوية والتعليمية في المغرب كانت تتضمن إلى جانب تدريس المواد الأساسية، انفتاحا على مجموعة من الفنون لتربية الذوق الفني عند الطفل، ومع الأسف فهذا الأمر أضحى غائبا الآن، وما نتمناه هو أن يعود المثقف بحمولته الثقافية والتي من شأنها إفادة الجميع، فلدينا متخصصين في جميع المجالات، واذا قام كل واحد بالتعريف بفنه أو إبداعه، الى جانب التعريف بالقيم الإنسانية والكونية ومنظومة القيم المغربية، فهذا من المؤكد أنه سيساهم في تنمية الهوية وحس المواطنة لدى الشباب..نتمنى العودة الى أيام زمان، ولكن بفكر جديد وأدوات جديدة، علما أن الشبكة العنكبوتية تتيح الآن للمثقف نشر حمولته الثقافية والرسالة التي يحملها على عاتقه، ولابد أيضا من إعادة النظر في كلمات الأغنية المغربية، وفي الألحان التي تقدم للناس، ودعم الأغنية الجادة والهادفة من طرف كل المؤسسات الثقافية في وطننا الحبيب، دون إغفال أهمية إعادة الروح لدور الشباب لأنها اليوم شبه فارغة من أجل مليء الفراغ لدى شبابنا وإبعاده عن جملة من الموبقات التي تسيء لنا وتسيء لتربية أبنائنا.
كما ينبغي على الإعلام البصري إعطاء الاهتمام للمنتوج الثقافي، علما أن لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها تأثير كبير في مجال التربية
كما ينبغي على الإعلام البصري إعطاء الاهتمام للمنتوج الثقافي، علما أن لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها تأثير كبير في مجال التربية
سعيد المفتاحي، فنان مقيم بباريس
