الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: بنكيران والزهايمر السياسي.. حزب يهاجم مواطنة.. كلا إذا بلغت الحلقوم

محمد الشمسي: بنكيران والزهايمر السياسي.. حزب يهاجم مواطنة.. كلا إذا بلغت الحلقوم محمد الشمسي

أن يهاجم حزب سياسي بجلال قدره مواطنة بسيطة، ليست حزبا ولا نقابة ولا جمعية، ولا مسؤولة ولا موظفة، ولا تملك من العتاد السياسي غير هاتفها النقال، وصبيب أنترنت، ووجهة نظر تصيب فيها وتخطئ، وتمارس حقا كفله لها الدستور واليوتوب، وكون عولت على الحكومة راها وضعتها ضمن القوى الخارجية الهادفة لزعزعة استقرار البلاد ...

 

أن يتم الضرب في المليان وعلى المباشر في هذه المواطنة وبمناسبة عقد الحزب لدورة من دورات أحد هياكله ويسمح رئيس الحزب لنفسه أن يضع المواطنة بينات عينيه وينعتها نعتا قبيحا وأمام ملئه الذي حشده لإحياء الموتى، هنا ينتهي المنطق والعقل وتنمحي كل أصول الفكر السياسي، وتحليل الخطاب السياسي، وتزول كل النظريات وتنهدم المدارس الفكرية فقد انحدر الخطاب الى الدرك الاسفل من اللامعقول...

 

لقد واصل حزب العدالة والتنمية رقصة الذبيح، فهو يتركل ويتركل تحت صهد مخلفات صناديق الاقتراع التي برهنت لنا على حكمة "ماتبدل صاحبك عا بما كرف" وقدرنا أن تتقاذفنا تلك الصناديق بينهم يأكلون الشعب لحما ويرمونه عظاما نخرة... وما عسى الكتلة الناخبة التي تعيش تحت خطوط التجهيل والتفقير والتخدير السمعي والمرئي والبصري أن تنتج غير تلك المحاصيل السياسية المنخورة والناشفة؟...

 

بنكيران المنبعث من قبره عاد ليكشف عن "زهايمر سياسي" انتابه دون أن يدري، ويزكي نظرية العقم الذي تعانيه النخبة السياسية بالمغرب، فلكي تقوم قائمة الحزب استعان الإخوان بخردة تجاوزها الزمن، لذلك ترك بنكيران الحديث عن حالة الغليان في الاسعار والذي صادف سنة جفاف شامل مع وباء مستحكم، وهاجم سيدة عبرت عن رأيها، مثله كمثل سكير مهلوس أثنى على الشيطان وسب الله...

 

بنكيران الذي بايع أخنوش ودعمه وتغزل فيه وهذا حقه، وهو اللي عارف، رغم أن تمركز حزبه في المعارضة يقتضي منه ان يستغل الفرصة ويسجل نقطة، لكن ذاكرة  بنكيران لا تزال تدرك أنه عراب  إحراق الأسعار ومشعل النيران في المحروقات، ويعلم أن "الهضرة عليك آ لمخرج عينيك" بنكيران هو المسؤول عن الإبادة الجماعية للقدرة الشرائية للمغاربة بعدما كفل هو وإخوانه لهم ريعا من عائدات تقاعد قذر ورجس من أموال اليتامى والارامل والمعطلين والمرضى...

 

هذا الزهايمر السياسي الذي أصاب هذا العائد من قبره جعله يهوي على الهواء، وبدل أنه يكدد عظم الحكومة ويعصر الحامض على اخنوش وهذه عادته وديدنه ارتمى على المواطنة مثل قط مسعور، وارتجل فيها قولا قبيحا قبح الاشباح الخارجة من المقابر... فهل نعيش الزمن الذي سترفع فيه الأحزاب في وجه المواطنين عبارة ارحل... ومن أنتم... وبلاتي على باباكم ...والله لبقات فيكم... في حيحة حزبية مفلسة قوامها العربدة واستغلال السلطة وتسخير الحشود؟ ...

 

يصبح من حق تلك المواطنة أن تخاف على نفسها وروحها وسلامتها، فقد يعتبر أخ من الإخوان قول الأخ الأعظم فيها فتوى تجعل من تحويل القول إلى فعل واجبا أخويا...

 

ربما ولى عهد السياسي الانتهازي اللي قاضي الغرض وكيْدخّل من السياسة طريف ديال التقاعد والخبز وداير عين ماشافت قلب ما وجع مع كلام المواطنين ونقد المنتقدين، نحن اليوم أمام سلالة متحورة من سياسيين باغين ياكلو رزق الشعب عاين باين مع تخراج العينين... واللي هز الراس يعقدو في شأنه مجلسا وطنيا للحزب ويرجموه بالحجر، ويعتبرونه خارجيا عميلا مدعوما، وقد ينشؤون له محاكم تعاود ليه الختانة والتْربية... نحن اليوم نعيش سياسة البؤس وبؤس السياسة، في لعبة وسخة بطلها الكتلة الناخبة التي إما يستغفلها اللاعبون ويخدعونها بريحة ليدام، أو تراها هي نفسها متآمرة ومتورطة وباعت الماتش سيمانا قبل الانتخابات، فتفرز لنا هذه الظواهر والكائنات والمخلوقات العصية على الفهم والتحليل، ويتشابه علينا البقر...

 

لقد بهتت هذه النسخ الممسوخة من الأحزاب ومن السياسيين، أو لعلها في غرغرة الاحتضار، أو لعلها بلغت الحلقوم...

 

فاللهم أغثنا ولا تجعلنا من القانطين...