الجمعة 14 مارس 2025
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: حديث في الحب

عبد السلام المساوي: حديث في الحب عبد السلام المساوي
الحب تجربة وجدانية تعاش ولا توصف، هو أنبل وأسمى علاقة انسانية ...واللغة عاجزة وقاصرة عن الإحاطة بالحب كإحساس داخلي وشعور عاطفي ...واللغة في مجتمعنا، في هذا المجال، ليس أداة للكشف بل أداة للإخفاء؛ ونجد أنفسنا في كثير من الحالات امام من يخفي مشاعره ويداريها او من يتجمل ويظهر عكس الحقيقة
الحب تجربة ذاتية، داخلية، فانا لا أستطيع نقل أو اخبار الآخر بعمق مشاعري؛ عالمي مغلق لا يمكن للآخر ان يلجه، أبواب عالمي موصدة في وجه الغير. كما أنه لا يمكن لي أن الج عالم الغير، أبوابه موصدة في وجهي ...الحب كالموت، لا أحد يموت مكاننا ولا أحد يستطيع اأن يحب بدلا عنا...
يغيب التعبير عن الحب في مجتمعنا كما تغيب في الدارجة العبارة او الكلمة التي تعبر عن الحب، كما يقع الخلط بين الحب والجنس، وخصوصا بين الذكر والأنثى، ولهذا لا نعترف بالحب ولا نمنح للمراهق رخصة الحب. وبشكل عام نلاحظ حضور العنف أكثر من الحب، إذ نجد الام تقول لابنها مثلا " سير الله يعطيك موتا اولد الحرام "، فعن اي حب نتحدث؟ وأما العلاقة بين الفتى والفتاة فليست حبا، بل هي انجذاب جنسي وعاطفي. ويخجل المغربي من التعبير عن مشاعره لأنه لم يترب على الحب والحنان....
إن النساء يقدسن الحب ويعتبرنه شعورا ساميا وينتظرن الكثير منه، في حين يؤمن المجتمع بقيم " الرجولة " و " الفحولة "، ويعتبر الحب ضعفا ولا قيمة له....
إن نموذج " الكوبل المنسجم " ليس موجودا في المغرب ....إن الحب والرومانسية والحنان بالنسبة إلى الرجال ، موجودة في الافلام فقط ، وليس في الواقع، كما أنهم يعتبرون تعامل الرجل بلطف وحنان مع امراته امام الناس، مدعاة للشك في سلوكه ( فهو إما خانها او يخفي عنها شيئا )، وطريقة يستعملها من أجل أن تسامحه ، فان يعانق رجل زوجته او يمسك بيديها امام الملأ " عار " و " مسخ " في تصورهم ....
الحب شعور نبيل، وهو أيضا تربية وثقافة ...أجمل إحساس ...والأدب العربي والامازيغي زاخران بالاشعار والحكايات، كما أن هناك ثراء كبير في التعبير عن الحب والمشاعر ...
لنعمل جميعا، بصدق ونبل، على تجذير قيم الحب والتسامح لمحاصرة الإرهاب والتعصب ومحاربة الحقد والعنف ...وكل عام وأنتم في حب..