الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

رئيسة جمعية "كازا ميموار": نطالب باحترام الخصائص الهندسية الجوهرية لمعلمة مسجد "السنة"

رئيسة جمعية "كازا ميموار": نطالب باحترام الخصائص الهندسية الجوهرية لمعلمة مسجد "السنة" ربيعة رضاوي وجانب من "الهدم" الذي يتعرض له مسجد السنة بالدار البيضاء

أثير جدل كبير في الآونة الأخيرة بين المهتمين بالتراث، على خلفية عملية الهدم التي يشهدها المسجد العريق "السنة" بالدار البيضاء؛ بل وتطور الجدل إلى استنكار وتنديد بعملية الهدم التي يعرفها هذا المسجد، إذ أنه يعد معلمة معمارية عريقة تم تشييدها من تصميم المهندس المعماري إيميل ديهون سنة 1968. وتضاف هذه الواقعة إلى واقعة مماثلة عرفتها المدينة سنة 2020، ويتعلق الأمر بالفيلا التاريخية "موفيليي" الكائنة على مستوى تقاطع شارع الزرقطوني وأنفا، والتي كانت تعتبر هي الأخرى من المعالم التاريخية للعاصمة الاقتصادية ومصنفة تراثا معماريا، حيث يعود بناؤها إلى سنة 1932، ووضع تصميمها المهندس الفرنسي كوستاف كوطي.

"أنفاس بريس" اتصلت برئيسة جمعية ذاكرة الدار البيضاء casa mémoire ربيعة رضاوي، واستفسرتها حول ظاهرة الإجهاز على المآثر المعمارية، وحصيلة ترافع الجمعية من أجل حمايتها والمحافظة على ذاكرة المدينة البيضاوية، فأعدت الورقة التالية:

 

"تقوم جمعية الدار البيضاء الذاكرة منذ نشأتها، سنة 1995، بعمل شغوف من أجل التعريف والحفاظ على التراث المعماري المتميز لمدينة الدار البيضاء. وتتمحور المجهودات التي تقوم بها الجمعية حول نقطتين أساسيتين، وهما: التوعية والترافع.

 

وتكمن أنشطة الجمعية في عمليات تحسيسية موجهة للجمهور العريض من جهة، وللسلطات المحلية من جهة أخرى، لرفع مستوى الوعي بقيمة هذا التراث. كما تسهر الجمعية، منذ سنوات، على جرد وترتيب البنايات ذات القيمة التاريخية تراثا معماريا بتوجيه طلبات التسجيل إلى المصالح الإدارية المعنية بشأن التراث.

 

وتقوم الجمعية بأنشطة ميدانية، وبتربص الخطر المحدق بمجموعة من المباني الرمزية، للفت الانتباه لعمليات التشويه أو الهدم التي قد تمس بقيمتها الاستثنائية، كما حدت مؤخرا بمسجد السنة وعملية الإصلاح التي تخضع لها البناية، والتي طالبنا بشدة أن تحترم الخصائص الهندسية الجوهرية للمعلمة؛ لكونها تنتمي إلى جرد التراث العمراني للمدينة، بحيث تمثل رمزا أساسيا للمعاصرة والتنوع الثقافي ببلادنا.

 

كما أن "كازا ميموار" تشكل، بحكم تراكم خبراتها في هذا المجال، مكونا للجن التراث التي تم إنشاؤها بقرار من والي الدار البيضاء، كما أنها من الأطراف الموقعة على الاتفاقية المتعلقة بحماية وتعزيز تراث الدار البيضاء الكبرى، وفقا للمبادئ التوجيهية للملك محمد السادس، بهدف حماية التراث الوطني، وخاصة التراث المعماري والثقافي للمدينة.

 

وتسعى الجمعية دائما لدعم الأفكار والمجهودات المتضافرة مع السلطات والفاعلين المعنيين بحماية التراث من أجل تطوير الخبرات وتحديد الأدوات الإدارية وتقييد الإطار القانوني اللازم لخوض عمليات الترميم الملحة. كما أن الجمعية تحث على ضرورة صيانة وتقويم التراث العمراني البيضاوي بإعادة توظيفه وتحويله إلى تراث حي يواكب تطورات المدينة ويبرز التنمية الثقافية كرافعة الاقتصاد الحضري"...