الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: حول السقف العمري لولوج التعليم

عبد الوهاب الدبيش: حول السقف العمري لولوج التعليم عبد الوهاب الدبيش
قرار وزير التربية الوطنية والرياضة بتحديد السقف العمري لولوج مهنة التعليم المحدد في عمر لا يتجاوز ثلاثين عاما، قرار مهم لكنه متسرع وبدون مقدمات، شأنه شأن القرارات التي تتخذها الحكومات المغربية التي تفاجئ الراي العام في آخر لحظة!!
أنا انتميت إلى سلك التعليم الثانوي والجامعي لمدة زمنية فاقت خمسا وثلاثين سنة قبل أن أضع حدا لمساري المهني بالاستفادة من حقي في التقاعد؛ وقبل أن أدلي برأيي، لا بد أن أسجل أن مهنة التعليم والتدريس ليست مهنة كل الناس ولا يمكن أن تكون كذلك، لأنها مشروطة بتوفر خاصيات أساسية لابد من توفرها في الراغبين لدخول عوالم التدريس.
الاجازة في الدراسات الأساسية بالكليات ذات الاستقطاب المفتوح لا تؤهل حاملها أوتوماتيكيا لإمتهان حرفة التدريس، هذه المهنة الشريفة يلزمها أناس يحبون التربية والتعليم قبل أن يكونوا مؤهلين معرفيا للتدريس.
الآن نرى أن هذه المهنة يلجها أي كان من حاملي شهادة الإجازة في تخصصات بعيدة كليا ومعرفيا عن مهن التدريس. إذ أن التعليم الآن به العديد من خريجي كليات الحقوق والاقتصاد والتسيير والخدمات، ولم تعد مقتصرة على خريجي كليات الآداب والعلوم الحقة.
ثانيا، العامل العمري مهم جدا في اختيار الكفاءات المؤهلة لولوج مهنة التدريس، اذ ان المجاز الذي لم يستطع طيلة السنوات التسع التي قضاها عاطلا عن العمل والذي شارك في أكثر من مباراة لولوج التعليم، لا يمكنه ان يكون مدرسا جيدا لأنه فقط يريد ان ينهي فترة عطالته لكي يتسنى له الحصول على دخل قار تمكنه منه مهنة التعليم! والحال أن الممارس من هذه العينة لن يستطيع أن يقدم أي إضافة إلى عالم التدريس، لأن الذي ينقصه بالإضافة إلى كون اجازته عادية وبدون ميزات تجعل ملفه مقبولا بالنسبة للجنة الفحص قبل المباراة، تنقصه الرغبة في تعليم الناشئة بشكل مقبول وملائم.
صحيح أن المشكل يهم بعضا من حاملي الماستر، لكن هذه الفئة قليلة إذ أن أغلب هؤلاء اختار ان يتمم دراسته الى ما بعد الدكتوراه.
القرار الذي اتخذته الحكومة وقد يكون بن موسى عبر عنه في زمن اختبأ الوزراء الاخرون وراء بنموسي قرار مثله مثل الساعة الاضافية التي جاءت في الدقيقة الاخيرة من العملية.
في رأيي أن هذا القرار كان يلزمه ان يكون مسبوقا بحملة اعلامية تهيء المجتمع لتقبله، وتكسر به الحملات الشعبوية التي ستركب عليها كل الاحزاب بما فيها التحالف الحكومي، لمجاراة الازمة والسير في تيار الرافضين لها.
ملاحظة: أنا لست مؤهلا لا لكي أمتحن أو أكون في أي لجنة تختص بامتحان المترشحين للمباريات.
من لم يعجبه رأيي فليمر دون ضجيج!!