الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

كريم مولاي: ويبقى حلمي بتحرر الجزائر قائما رغم الألم

كريم مولاي: ويبقى حلمي بتحرر الجزائر قائما رغم الألم كريم مولاي

أعود اليوم مرة أخرى إلى المستشفى لمتابعة علاج الرضوض التي تعرضت لها جراء سقوطي أثناء قيامي بنشاطي الرياضي اليومي قبل عدة أسابيع.. تراجعت الآلام قليلا، إن لم أقل اختفت على الرغم من أن عظامي لم تأخذ طبيعتها الأولى بسبب تقدمي في السن ثم بسبب قلة حركتي أيضا.. ولذلك نصحني الأطباء بالعودة مجددا إلى سرير المستشفى الذي عج بمرتاديه في الأشهر الماضية من مرضى الجائحة التي تطل برأسها مجددا في موجة يقول الخبراء إنها قد تكون أقوى من سابقاتها...

 

ربما أجد بعض الحرج في الشكوى من ألم أعرف أنه جزء من القضاء والقدر، وابتلاء يغفر الله به ذنوب المرء، لكنني رأيت أن أضعكم في الصورة، وأنا قادم على إجراء عملية جراحية جديدة يقول الأطباء أنها يسيرة، وأن أطلب منكم ليس الدعاء فحسب، وإنما الصفح ممن يظن أنني ربما أخطأت في حقه إما بقصد أو من دون قصد..

 

طبعا كم كنت أتمنى كذلك أن أكون بين أهلي وخلاني في ربوع الوطن الذي ولدت وترعرعت فيه، ولكن هي أقدار الله، التي طوحت بي في المنافي، بعد أن عز البقاء في الجزائر الخضراء التي أراها مختطفة من طرف أقلية أبت إلا أن ترهنها للأسف لا أقول إلى رغباتها ومصالحها الشخصية فحسب، وإنما أن ترهنها لقوى دولية طامعة في ثروات الجزائر والمنطقة برمتها..

 

أقول هذا من باب الحنين لصلة رحم راح أغلبها إلى الديار التي لم يعد من الذاهبين إليها أحد، ولم يبق منها إلا أغصان فرعية قد لا أعرف منهم إلا القليل، وإلا فإن العناية الطبية التي ألقاها في المملكة المتحدة من طرف طاقم طبي غاية في الدقة والاحتراف تنسيني كل آلام الدنيا..

 

وسأظل وأنا ذاهب إلى عملية لا يعلم مآلها إلا الله على ذات الحلم الذي عشته، بأن أدعو الله للجزائر بأن يقيض لها من أبنائها البررة من ينقذها من هيمنة عصابة آلت على نفسها أن تقعد الجزائر عن لعب دورها الريادي في المنطقة المغاربية والإفريقية والعربية، ليس دعما للظلم والظالمين كما هو الحال في علاقة النظام بالأسد وداعميه الروس والإيرانيين ممن ولغت أياديهم في دماء السوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين وغيرهم، وإنما نصرة للحق والقضايا العادلة كفلسطين الصابرة الصامدة، من باب دعم المقاومة لا دعم المنسقين أمنيا مع الاحتلال..

 

أستودعكم الله أحبتي وأهلي وأدعو الله أن يكون لي بقية عمر تمكنني من أن أعيش حلمي الذي نذرت عمري له، بأن أرى الجزائر وهي تتصدر دول المنطقة العربية والإفريقية والإسلامية دفاعا عن الحرية والديمقراطية، لا دعما للنظم الفردية والعسكرية..

 

- كريم مولاي، خبير أمني جزائري