السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

المحامي بوفيم: أيت باعمران افتقدت المروءة والشهامة بوفاة بلفقيه

المحامي بوفيم: أيت باعمران افتقدت المروءة والشهامة بوفاة بلفقيه بوفيم خلال إلقاء كلمته في أربعينية الراحل بلفقيه

أوضح الحسين بوفيم، رئيس منتدى افني أيت باعمران للتنمية والتواصل، أنه بعد أكثر من 40 يوما، ما زال تحت صدمة وفاة صديقه عبد الوهاب بلفقيه، المستشار البرلماني السابق عن إقليم كلميم.

وكان المحامي بهيئة أكادير، قد شارك في أربعينية الراحل، التي أقيمت بمنزله بجماعة أيت عبد الله بإفني، بهذه الكلمة:

 

"... وأنا ما زلت تحت صدمة الفراق، وقفت مع نفسي أسألها عن ماذا سأحدثكم عن المرحوم الشهيد عبد الوهاب بلفقيه؟

لن أحاول في كلمتي هذه استذكار كل ما فعله وقاله وأنجزه الفقيد.

وهنا هل أحدثكم عن المرحوم عبد الوهاب الإنسان الذي لم يغب عن موعد، ولا تخلف عن مناسبة في أيت باعمران ولا في منطقة جهة كلميم وادنون ولا في الصحراء المغربية ولا في باقي أرجاء الوطن مهنئا هنا، ومعزيا هناك ومساعدا هناك؟

هل أحدثكم عن المرحوم عبد الوهاب المعروف بصراحته ومطالبته بالحق دون خوف أو لومة لائم؟

هل أحدثكم عن المرحوم عبد الوهاب الذي كان العون والدعم والسند للفقراء من خلال المساعدات الغذائية والمساعدات النقدية التي كان يقدمها للأسر المعوزة والأرامل؟

هل أحدثكم عن المرحوم عبد الوهاب السياسي المحنك الذي ترك بصمته في العمل السياسي على مستوى جهة كلميم وادنون والرئيس السابق لبلدية كلميم لولايتين وعضو الجهة لعدة ولايات وبرلماني بمجلس المستشارين كممثل للجهة، والتي ترك من خلال ذلك عملا مهما، سواء من خلال إنجازاته على مستوى البنيات التحتية بمدينة كلميم أو من خلال مرافعاته القوية بالبرلمان حول مشاكل أقاليم الجهة؟

هل أحدثكم عن الفقيد عبد الوهاب الرجل الوطني الصادق والمدافع الشرس عن القضية الوطنية؟

لست أدري لماذا كلما حاولت أن أكتب لأقول فيك كلمة رثاء تظفر الدمعة من عينيي! وقلبي يعتصر ألما.

لقد عهدتك محبا للحياة، لا بل عاشقا لها، مخلصا في صداقتك، عظيم الهمة نظيف القلب واللسان.

فقدناك اليوم من بيننا لكن لن نفقدك أبدا من قلوبنا من بالنا من تفكيرنا، كل الأحبة الذين سلكت معهم دروب الخير والحق والصلاح يفتقدونك اليوم افتقاد الأرض للتراب.

كنت أيها الأخ والصديق العزيز قريبا من قلوبنا جميعا، ولذلك ليس من قبيل الصدفة أن صورتك غادرت عيوننا إلى قلوبنا لتستقر هناك إلى الابد.

سنفتقدك في احتفالاتنا ومناسباتنا.

سيفتقدك الأبناء، الأخوة والأخوات، الأهل والأقارب والأصدقاء من قبائل أيت باعمران، وجهة كلميم وادنون وبكافة مناطق الصحراء المغربية والوطن ككل.

ستفتقدك المروءة والشهامة وعمل الخير.

أقدم للمرحوم عبد الوهاب ولكل أفراد أسرته ولكم جميعا الاعتذار لكوني لم أوفق في إيجاد كلمات تصف ولو جزء بسيط مما يملكه المرحوم الفقيد من صفات، فهو رجل قل نظيره في هذا الزمن الرديء زمن أصبحت فيه الرجولة نادرة في ظل كثرة الذكور، فالرجل في وجوده كان سيدا وفي رحيله كان سيدا.

أقول لكم إنني أعترف أنني عاجز الآن عن كتابة ما يليق باسم المرحوم عبد الوهاب، لكن ما يعزيني هو أنكم جميعا تعرفونه جيدا، وأن أثره وأفعاله لازالت بيننا وجسده تحت التراب، جسد أغلى الرجال وأعز الأصدقاء،

 

وختاما اخترت بعض الأبيات الشعرية للشاعر محمد ظافر الهلالي رثاء للمرحوم:

كيف أنسى من كان كالبدر نورا/ قد أضاءت من نوره كل ساح

وسراجا إلى المعالي منيرا/ ودليلا إلى دروب النجاح

كان في ليلنا سراجا منيرا/  فتوارى بنوره في الصباح

قد سما للسماء والروح صارت/ في جوار العليم بالأرواح

في جوار أنعم به من جوار/ هو أهل الثناء والأمداح

رب الهمه ثابت القول واجعل/ حوله القبر من جنان فساح

وتقبله صابرا وشهيدا/ ورفيقا أهل التقى والصلاح

أنت حي أراك في كل درب/ من دوربي وحيثما كنت ناحي

في بيوت بنيتها شاهقات/ شاهدات بخير كف وراح

أنت حي أراك في البدر لما/ يتجلى بنوره الوضاح

أنت حي ذكراك في كل شيء/ في وصاياك في جميع النواحي

 

رحم الله الفقيد الشهيد وأسكنه فسيح جناته

وإنا لله وإنا إليه راجعون"...