الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: المغاربة وسكان المغرب الأوسط

عبد الوهاب الدبيش: المغاربة وسكان المغرب الأوسط عبد الوهاب الدبيش

في عرف المغاربة لا يسمى أهل ما يعرف حاليا بالجزائر إلا بالواسطة؛ ًفنقول عن الرجل واسطي وعن المرأة واسطية.. هكذا كانت هذه السيدات المحترمات تعرف لدى المغاربة، سواء كانت زوجات أو أمهات أو خالات أو عمات؛ ولا يعرف الرجل إلا بما سبق ذكره، سواء كان أبا أو خالا أو عما أو أخا من جهة الأب أو جهةٍ الأم.. ولم يعرف عن المغاربة أنهم نادوا الواسطيين بغير هذا النطق حتى إن المغاربة كانت لفظة الجزائري عندهم سبة في حق هؤلاء؛ ولذلك آثروا على أنفسهم أن يسموهم بالواسطة.

 

لكن من أين جاء المغاربة بهذا المعنى؟

 

التاريخ والجغرافيا علما المغاربة أن يسموا الأسماء بمسمياتها؛ فالجغرافيون المسلمون الذين زاروا بلاد المغرب الكبير كانوا يعرفون بلدان الشمال الإفريقي بالدول المغاربية، فاطلقوا لفظ المغرب الأدنى على سكان تونس، والمغرب الأوسط على ما يسمى ظلما الجزائر، وعلى المغرب اسم المغرب الأقصى سواء كانت عاصمتها فاس أو مراكش. أما أن تنسب البلدان إلى عواصمها الحالية، فهذا خلق استعماري صرف ومهانة ومذلة لشعوب المغرب الكبير.

 

فقد كانت تونس تعرف بإفريقية نسبةً إلى المصطلح المعبر عنه في كتب الإغريق والرومان؛ أما الرقعة المسماة حاليًا بالجزائر فشهادة عيد ميلادها أنشأها المستعمر الفرنسي في اكتوبر من سنة 1839 وهي شهادة متداولةً بين المهتمين بالأرشيف الفرنسي المتاح للباحثين عن المعرفة التاريخية.

 

لذلك فإنه من المنصف التاريخ أن نحترم إخوتنا في المغربين الأدنى والأوسط بإطلاق لفظة الواسطي على سكان الجزائر؛ لأن إطلاق لفظة الجزائري بدل الواسطي، يعد سبة في حقهم واحتقارا لشأنهم وبهويتهم التاريخية التي لا تقبل التحريف...