السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

الطاهر بلفقيه: سيبقى والدنا عبد الوهاب في ذاكرتنا حيا رغم الداء والأعداء

الطاهر بلفقيه: سيبقى والدنا عبد الوهاب في ذاكرتنا حيا رغم الداء والأعداء الطاهر بلفقيه خلال تأبين والده عبد الوهاب في ذكرى أربعينيته
بثبات وقف الطاهر بلفقيه يرثي والده الراحل عبد الوهاب بلفقيه، في ذكرى أربعينيته ظهر يوم السبت 30 نونبر 2021..
استطاع بكلمته وهو ذو 17 ربيعا، أن يملك قلوب الحاضرين الذين تجاوز عددهم 2500 شخص، ورغم صغر سنه، فقد كانت كلمته كبيرة بمعانيها ورسائلها، شدت انتباههم
فيما يلي الكلمة التي خصت بها أسرته جريدة "
أنفاس بريس":
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
السيدات والسادة الأفاضل
الحضور الكريم كل باسمه وصفته،
يشرف أسرة الفقيد المسمى قيد حياته عبد الوهاب بلفقيه، المشمول برحمة الله أن ترحب بكافة الحضور الكريم على تلبية الدعوة لهذا الحفل التأبيني الذي تنظمه أسرة الفقيد بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته تحت شعار"استمرار على العهد والوفاء"، وهو عهد ووفاء لروح الفقيد الطاهرة سائلين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك أننا نعتقد أنه تنطبق عليه الآية الكريمة:" مِنَ المُومِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ومنهم من يَنْتَظِر، وما بَدَّلوا تَبْديلا، ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما"
أيها الحضور الكريم،
يقول تعالى في محكم تنزيله:
"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ"
فلا راد لقضاء الله وقدره المحتوم، وقدر الله ما شاء فعل.
إننا نلتئم اليوم خلال هذه الذكرى الأربعينية لوفاة الفقيد أولا للترحم على روحه الطاهر، وثانيا لجعل ذكرى رحيله محطة لإنعاش الذاكرة الفردية والجماعية لساكنة هذه الربوع والجهة والوطن بصفة عامة اعتبارا لكون الفقيد ترك بصمات يشهد لها القاصي والداني في مختلف المجالات السياسية والتنموية والاجتماعية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يطالها النسيان، وستبقى موشومة في ذاكرة كل من رافقه أو عمل إلى جانبه سواء المتعاطفين والأنصار أو الخصوم؛ ومن الصعب نسيان ما قدمه الفقيد من جلائل الأعمال والخدمات لفائدة الأقاليم والجهة والوطن على أرض الميدان من منجزات تنموية شاهدة له.
فالراحل وهب حياته ووقته وفكره قرابة عقدين من الزمن، مسخرا كل طاقاته لوضع مدينة كلميم على السكة الصحيحة في مجال التنمية الشاملة وفق تخطيط استراتيجي تم تنفيذه على أرض الواقع، مما جعل المدينة ترقى إلى مصاف الحواضر المتوفرة على التجهيزات والفضاءات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي والرياضي..
وعلى المستوى الجهوي والوطني ترافع المرحوم بقوة على ملفات مشاريع تنموية كبرى سيكون لها الوقع الإيجابي على مسلسل التنمية كالطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة، والمستشفى الجهوي بكلميم، ومدينة المهن والكفاءات، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بسيدي إفنى، والكلية متعددة التخصصات بإقليم أسا الزاك.. هذا غيض من فيض- أيها السادة الأفاضل- جعل من الفقيد رجل توافقات ومواقف تسجل له بمداد الفخر والاعتزاز في سجل حسناته، وكان -موازاة مع ذلك- من المدافعين عن الوحدة الترابية في إطار عمل دؤوب على الصعيد المحلي والجهوي والوطني في كل المحطات السياسية التي مرت منها قضية الصحراء المغربية سواء كمستشار برلماني، أو مستشار في المجلس الملكي للشؤون الصحراوية، أو عضو بالعديد من مجموعات التعاون والصداقة البرلمانية لفرنسا وسلوفينيا والاتحاد الأوربي. 
وللحقيقة والتاريخ، فقد بنى مجده السياسي والاجتماعي بفعل حنكته وتجربته السياسية التي راكمها بالعمل والفعل والممارسة لسنوات طوال. وبفضل إنسانيته وتواضعه وعلاقاته الاجتماعية مع مختلف التشكيلات الاجتماعية بالإقليم والجهة. ولعل خير مثال على نبل أخلاقه وإنسانيته وشعبيته ذلك العدد الهائل الذي حضر -بالأمس القريب- لصلاة الجنازة عليه ونقل جثمانه إلى حيث نشأ وترعرع لكي يدفن به نسأل الله له الرحمة والغفران وجنة الرضوان. 
أيها الحضور الكريم
فقدنا الذي نحيي ذكراه الأربعينية اليوم، رحل إلى جوار ربه، لكن سيبقى في ذاكرتنا الفردية والجماعية حاضرا وموشوما تأبى اللحظات والمحطات التي عشناها معه أن يطالها النسيان أو تتناساها الأذهان أو تطوى طي غدر الزمان. فسيبقى في ذاكرتنا حيا رغم الداء والأعداء، روحه متوهجة، ذكراه تلازمنا أينما حللنا وارتحلنا. 
أيها السادة الأفاضل
عزاؤنا واحد في الفقيد، ومواساتنا من قبل عدد هائل من الأصدقاء والإخوان والأقرباء والوجهاء من مختلف الشرائح والأعمار خفف عنا هول المصاب الجلل. وهو دليل ساطع على المكانة التي كان يحظى بها الفقيد في قلوب ساكنة الإقليم والجهة والوطن. وهذا الحفل التأبيني محطة نسترجع فيها الذكريات، للاستمرار على خطى الفقيد بكل عهد ووفاء متسلحين بالإيمان بالقضاء والقدر، وبدعم ومساندة محبي وأصدقاء المرحوم فقيد الجهة والوطن، كما يقول الشاعر: 
وَإِذَا الشَّدَائِدُ أقْبَلَتْ بِجُنُودِها  وَالظُّلْمُ مِنْ بَعْدِ اٌلْمَسَرَّةِ أَوْجَعَكْ 
فَاٌرْفَعْ يَدَيْكَ إلَى السَّمَاءِ فَفَوْقَها رَبٌّ إذَا نَادَيْتـَهُ مَا ضَيَّـعَـكْ