الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

أبو وائل: حكام الجزائر فقدوا ما تبقى من ماء الوجه أمام شعبهم والعالم

أبو وائل: حكام الجزائر فقدوا ما تبقى من ماء الوجه أمام شعبهم والعالم الجنرال السعيد شنقريحة والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

هل "بلغ الحمق بالجنرال شنقريحة والرئيس الجزائري تبون منتهاه، ولم يعد عقل لصانع القرار في هذا البلد"؟ سؤال نتعرف عن جوابه في بوح أبو وائل الريفي بموقع "شوف تيفي".. إذ لم يعد لا تبون ولا العسكر يفكرون في المواقف المحرجة التي يضعون أنفسهم فيها، وهم يبحثون عن متنفس لإلهاء الشعب الجزائري، وفك طوق العزلة المضروب عليهم وتبرير حالة الفشل التي وصلوا إليها في كل المجالات...

 

لم يعد باستطاعة أمهر المحللين التكهن بما يمكن أن يصدر عن حكام الجزائر في المستقبل من الأيام. بلغ الحمق بشنقريحة وتبون منتهاه، ولم يعد عقل صانع القرار هناك، وسمي كذلك لأنه عقال يعقل ما يقوم به الإنسان، يفكر في صواب ما يقول ويفعل. لم يعد تبون والعسكر يفكرون في المواقف المحرجة التي يضعون أنفسهم فيها وهم يبحثون عن متنفس لإلهاء الشعب وفك طوق العزلة المضروب عليهم وتبرير حالة الفشل التي وصلوا إليها في كل المجالات لأن الهدف الوحيد صار هو تصدير الأزمة الداخلية للخارج والتغطية على الفشل الدبلوماسي للتهرب من المساءلة وتأمين استمرارية النظام واستفادته من موارد البلاد لخدمة مصالحه. والحل الجاهز هو إلصاق كل فشل بالمغرب. أوجد النظام الجزائري لنفسه عدوا كلاسيكيا خارجيا منذ ستينيات القرن الماضي حين وضع المغرب عدوا خارجيا يستعمله كفزاعة لتحقيق حالة إجماع قسري داخل البلاد. وعبثا يحاول النظام الجزائري لأن العالم المفتوح ومجتمع التواصل يتيح للجزائريين معرفة الحقائق.

 

لقد أصبح حكام الجزائر عبئا على الدولة والشعب، ينتقلون من مشكلة إلى أخرى أفظع منها. لم تعد تهمهم الجزائر بقدر ما يهمهم النيل ممن يرونهم أعداء. لم يعودوا يختارون معارفهم وأولوياتهم. بل لم يعودوا يفكرون في خطابهم قبل الكلام. في بحر هذا الأسبوع شدد تبون على أن الجزائر لا تقبل أي وساطة مع المغرب مؤكدا رفضه إدراجها في المؤتمر الوزاري لجامعة الدول العربية، ولكنه لم يقل بأن المغرب طلب وساطة لأنه يعلم أن لا وجود لرغبة مغربية في هذه المصالحة الآن ولأنه يعلم أن أدنى شروطها غير متوفرة في ظل الحماقات التي يرتكبها نظام العسكر وأدوات دعايته السوداء.

 

لقد بلغ الحمق حد فبركة قصة لا يقبلها الخيال ولا يقبل سيناريوها الأطفال في مسلسلات كارطونية. لقد كانت سهرة تلفزية حامضة فرضت على الجزائريين في الإعلام الرسمي ليكتشفوا، من خلال روبورتاج بعنوان “سقوط خيوط الوهم”، خبر تفكيك خلية إرهابية تستهدف أمن البلاد. بعد الانتهاء من مشاهدة هذا الروبورتاج يكتشف المشاهد أن الوهم الأكبر هو المعشش في عقول مفبركي هذا الملف الفارغ لأنهم يفتقدون للخيال العلمي ويحتقرون ذكاء الجزائريين قبل المنتظم الدولي. كيف للرأي العام أن يصدق بأن الموساد خطط للقيام بعمل تخريبي فوق التراب الجزائري بمساعدة المغرب منذ عام 2014 ولم ينجح طيلة هذه المدة ليكتشف الأمن الجزائري هذا المخطط بعد سبع سنوات؟ وكيف يمكن تصور هذا التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والمغرب سنة 2014؟ ولماذا تم الكشف عن هذا الملف الآن بالضبط؟

 

من يشاهد الأدلة الواهية يتأكد من حقيقة الحمق الذي أصاب عقل نظام العسكر ويشتد أسفه على سوء حظ الجزائريين في حكامهم الذين اختطفوا الدولة ويهربونها عن محيطها وجوارها. لقد صارت كذبة تبون هينة جدا أمام هذه الفبركة، وهو الذي لم يستحي من نفسه ومن العالم وهو يقول بأن جورج واشنطن الذي توفي عام 1799 سلم مسدسات للأمير عبد القادر الذي ولد عام 1808. هذه وحدها تكفي للدفع بحالة العجز عن ممارسة تبون لمهامه. وإذا أضفنا إلى ذلك حالة التدليس التي يمارسها على الشعب الجزائري بشأن عدد الذين تستعد فرنسا لإبعادهم عن ترابها فسيتأكد صواب هذا المطلب لأنه لم يعد مؤتمنا. وقد جاءته “الدقة” بتكذيب من محيط وزير الداخلية الفرنسي بأن القائمة المؤلفة من 94 جزائريا التي أشار إليها تعني فقط الملفات ذات الأولوية القصوى لعلاقتها بالتطرف وهم من تعتبرهم فرنسا الأكثر خطورة، وتريد إعادتهم في أقرب وقت ممكن، بينما وزارة الداخلية الفرنسية أصدرت حوالي 7730 قرارا بمغادرة الأراضي الفرنسية في حق جزائريين منذ مطلع 2021. هل كان تبون يعلم هذه الأرقام، فهذه مصيبة. أما إن كان يتجاهلها فالمصيبة أعظم لأنه كان حينها في حوار أمام الرأي العام الوطني والدولي والأولى به احترام من يتابعه واحترام شعبه. وحبل الكذب دائما قصير.

 

من يتابع هذه الاتهامات والأكاذيب والطريقة لن يستغرب قبل ذلك من قرار تبون إنهاء مهام سفيره في المغرب. هي طبول الحرب تقرع من جانب واحد يسخن بها الجنرالات الساحة للتغطية عن فشلهم. وكما قلت في بوح سابق تحية لحماة الجدار الذين يعرضون عن الخوض في هذه الترهات ويتجاهلون الخائضين فيها لأن الأمر الإلهي أوصى بالإعراض عن الجاهلين.

 

لنا جميعا أن نتأمل في الخطاب الملكي الافتتاحي للولاية الجديدة والذي قال فيه الملك “ونود أن نؤكد هنا، على ثلاثة أبعاد رئيسية .وفي مقدمتها، تعزيز مكانة المغرب، والدفاع عن مصالحه العليا ، لاسيما في ظرفية مشحونة بالعديد من التحديات والمخاطر والتهديدات”. الحمد لله أن في المغرب قدرة على استشراف المستقبل وتوقع دقيق للتحديات. واستمرار حكام الجزائر في هذا الطريق يفقدهم ما تبقى من ماء الوجه أمام شعبهم والمنتظم الدولي. أما المغرب، فيعرف أهدافه ويسلك طريقه ويصرف كل قوته لما فيه مصلحة المغرب والمغاربة. وهو من نجاح إلى نجاح...

 

(عن موقع "شوف تيفي")