الجمعة 3 مايو 2024
مجتمع

مومر: عندما تصبح "جون أفريك" بوقا لمخابرات الجزائر وتشن غزوتها باتهام المغرب

مومر: عندما تصبح "جون أفريك" بوقا لمخابرات الجزائر وتشن غزوتها باتهام المغرب

ما زالت حملة الإستنكار متواصلة ضد مجلة "جون أفريك ” بعد إصدراها لعددها الجديد لهذا الأسبوع (من 27 غشت إلى 3 شتنبر 2017) ضمنته غلافا بألوان العلم المغربي مع عبارة مستفزة تقول (لإرهاب: ولد في المغرب)، مرفوقة بصور 10 شبان أوروبيي الجنسية من أصول مغربية على خلفية الإعتداءات الأخيرة التي هزت برشلونة وكامبرليس بإسبانيا. وفي هذا الاطار توصل موقع "أنفاس بريس" من عبد المجيد مومر الزيراوي، رئيس جمعية الإختيار الحداثي الشعبي، بهذه الورقة:

"خرجت علينا مجلة "جون أفريك" بتوضيح لم يحمل من الشرح إلا محاولة اختزال الخطأ المعلوم في إعطاء المغاربة درسا لغويا في الفرق بين الفعلين"ولد" و "صنع" المبنين للمجهول في رواية المجلة الجاهلة. فبعد صورة الغلاف المستفز التي تحمل صك الإتهام المستتر؛ جاء التوضيح الذي يشبه تحريف النقاش المكتوب لتساؤلات فرضتها قذارة الصورة، نحو دعوة القراء إلى المحاججة العقيمة بما كتب من تحليل داخل ملف المجلة.

فكيف يكفي أن تولد في المغرب حتى تصبح "إرهابيا" ؟! .. يبدو أن حرِّ التهمة سيلاحق جميع بنات و أبناء الماء و التراب المغربي؛ مما يعني أن الأربعين مليون من المزدادات و المزدادين في هذا الوطن هم جيش احتياطي من الإنتحاريين الذين لن ينفع معهم إلا سجن المغربيات و المغاربة داخل "غوانتنامو جديد اسمه المغرب الأقصى"، و تمتيع الشيوخ و الأطفال منهم بالوضع تحت المراقبة القضائية الدولية مع حمل السوار.

هذا ما استطعت إليه سبيلا أمام هذا الرد الأقبح من الخطأ الغير مهني لمجلة "جون أفريك"، إننا فعلا أمام سخافة الصحافة التي عوض أن تعالج الوقائع بالتحليل الرزين أو الإعتذار الواضح، تعمد إلى تمويه العالم و بعث أجواء اللاثقة في صورة شعب لا يربطه بالإرهاب إلا أغلفة صحافة الزور و البهتان و استثناءات لا يقاس على صورها و لا يمكن تعميم إسقاطاتها أو إيحاءات خطها التحريري.

و إذا كانت اللامهنية المتجسدة في ربط الإرهاب بمكان الإزدياد كعامل لتحديد أسبابه و محاولة جعلها رقما صوريا في معادلة المسببات الواقعية داخل البلدان المستقبلة، تعني قبل كل شئ محاولة استغلال حادث إرهابي و توظيف مكان ازدياد منفذيه لتشكيك الوجدان الأروبي في اعتدال الشعب المغربي بأكمله. فإن واجب اليقظة الداخلية يقضي بوجوب ربط غزوات العناوين الصحفية، و تفكيك عناصر الهجمة المركبة لكي تتضح لنا جميعا حقيقة أن المستهدف ليس فقط النموذج الديني المغربي و التجربة الديمقراطية المغربية.

إننا أمام أنامل قذرة تلعب ورقة "إثنين في واحد"؛ إننا في مواجهة خطتهم الصبيانية المكشوفة و التي تريد عرقلة التقدم المغربي المراكم للمتجزات المتعددة الأبعاد؛ فتلكم أبواق المخابرات الجزائرية تشن غزوتها باتهام المغرب بتصدير الفكر الضال و زعزعزة الأمن الروحي للدولة الجزائرية و التكييف تلائمه فرقة كركرية مزركشة، و هاكم صحافة السخافة تتجاوز أقسى النظريات الإعلامية لتقرب الشعب المغربي من صورة الفكر الإرهابي و صك الإتهام "الإرهاب ولد بالمغرب".

و يبقى الرابط المشترك بين الغزوات هو ضرب الامتداد المغربي داخل العمق الإفريقي مع تشويه صورة الانفتاح المغربي على أوروبا !!

نعم ولدت في المغرب و حب الوطن فطرة الانسان و ليس حرية اختيار؛ نعم ولدت في المغرب و أعلم كواحد من "ولاد الشعب" أن عقيدة من هاجروا نحو الحلم الأوروبي كانت تتلخص في جملة "باغي نعيش" و ليس "باغي داعيش".

من هنا انطلقوا و هناك تاهوا، و بين أحضان دعاة الحقد و الكراهية الذين وفرت لهم أوروبا الحماية، و ووفرت لهم شروط التكفير المريح و نشر الفكر القذر، بين أحضانهم تعلموا كيف يفجرون. و قبل ذلك كانوا بداخلها يتنقلون و يعبرون الحدود و يستعملون التكنولوجيا أمام أنظار أوربا الحالمة، و بمساعدة من الحاضنة الجديدة "أوروبا" فجرو مبدأ التعايش و السلام و أعلنوا عدم نجاح الحل الأوروبي لإشكالية الإدماج و الإندماج السليمين.

فلماذا يرفضون وحدة الحلم الإفريقي و الحلم الأوروبي؟!!.".