الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

بشرى عبده: أرقام مندوبية التخطيط مغلوطة وميعت العنف ضد النساء

بشرى عبده: أرقام مندوبية التخطيط مغلوطة وميعت العنف ضد النساء بشرى عبده مع إطارين لصورة مكررة عن العنف ضد المرأة

انتقدت بشرى عبده، مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة بالدار البيضاء، تقرير المندوبية السامية للتخطيط الذي تحدث عن العنف الممارس ضد الرجال.. مؤكدة أنه لا يمكن مقارنة نسب العنف الممارس ضد المرأة بذلك الذي يتعرض له الرجل.. متسائلة عن أسباب صدور هذا التقرير في الظرفية الحالية التي تخيم عليها جائحة كورونا، مضيفة بأن "التقرير ميع ظاهرة مجتمعية تتعلق بالعنف ضد النساء"...

 

+ بعض الرجال اعتبروا أن تقرير المندوبية السامية للتخطيط حول ظاهرة العنف ضد الرجال هو انتصار للفئة التي كانت تقول إن ظاهرة العنف ضد الرجل في المغرب في توسع بشكل كبير، ما هو رأيك؟

- في الوقت الذي صدر فيه تقرير المندوبية السامية للتخطيط تفاجأنا كثيرا. لكون هذا التقرير غير موضوعي وغير علمي، على اعتبار أن النسب الموجودة في كل المجتمعات تؤكد أن النساء هن من يتعرضن للعنف بكل أشكاله وأنواعه. ويتحدث تقرير المندوبية عن كون الرجال يتعرضون للعنف النفسي داخل بيت الزوجية بنسب عالية كعدم اهتمام المرأة بالرجل وتتبع خطواته خارج بيت الزوجية، ولا يمكن بأي حال اعتبار ذلك عنفا، وهذا الأمر له علاقة بغياب التواصل من قبل الزوجين. كما أننا نتساءل حول أسباب صدور هذا التقرير في هذه الظرفية الصعبة جراء كورنا، التي نجم عنها بعض التوتر داخل عدد من الأسر. ويمكن القول إن هناك نسبا عالية من العنف ضد النساء خلال مرحلة الحجر الصحي، حيث اكتشفنا أن هناك نسبا عالية من العنف مورس على مجموعة من النساء خلال هذه المرحلة. ويظهر أن هناك من يحاول الخلط بين الأمور واعتبار العنف الممارس ضد النساء هو نفسه الذي يتعرض له الرجل، وهناك حاليا استراتيجية وضعتها وزارة الأسرة من أجل حماية المرأة من العنف وتفكر هذه الوزارة من أجل مضاعفة عدد مراكز الإيواء لاستقبال النساء المطرودات من بيت الزوجية، وهناك جمعات تواصل إحداث مراكز استماع في عدد من المدن الكبرى والصغرى وبعض القرى، لأن هناك عنفا متواصلا تتعرض له النساء.

 

+ لماذا كل هذا الغضب من قبل بعض الجمعيات النسائية ضد تقرير يتحدث عن ظاهرة موجودة في المجتمع؟

- نحن لا نوجد في بلد تسكنه الملائكة، ففي أي أسرة يمكن أن يقع شد وجذب في الكلام أو الحديث بصوت مرتفع فهذه أمور موجودة، ولا يمكن نكرها أو تجاهلها، ولكن العنف ليس بالحدة والقوة التي تمارس على النساء. كما أن الفضاءات العامة تعتبر حكرا على الرجال، حيث أن هناك بعض الرجال يمارسون التحرش في هذه الفضاءات العامة ويتجولون فيها بكل أريحية عكس النساء اللواتي قبل الخروج إلى الفضاء العام، سواء حديقة أو مقهي، فإنهم يأخذن بعين الاعتبار مجموعة من الأشياء كاللباس وطريقة المشي واختيار الأماكن المكتظة بالناس، حتى لا يتعرضن للتحرش، وهذه الأمور لا يعانيها منها الرجل في الفضاء العام، ورغم ذلك فالتقرير يتحدث عن أن نسبة عالية من العنف النفسي الممارس ضد الرجل في الأماكن العامة. وهنا أتساءل كيف ذلك؟ والمكان العمومي، كما قلت، حكر على الرجل ولديه سلطة فيه، كما أن بعض القوانين مجحفة في حق المرأة.

 

+ لكن هل تنفين أن هناك عنف ممارس ضد الرجال من قبل بعض النساء في المجتمع المغربي؟

- نحن لسنا "نسوانيين"، ويمكن القول إن هناك نسبة ضعيفة للرجال الذين يتعرضون للعنف، أما الحديث عن العنف الاقتصادي، فالرجل والمرأة يتعرضان لهذا النوع من العنف.. فخلال فترة الحجر الصحي بعض النساء تعرضن للطرد من العمل. كما أنه يمكن أن يكون الرجل والمرأة ضحيتا العنف اللفظي في العمل.. إذن هناك قواسم مشتركة في العنف بين الرجل والمرأة، خاصة بالنسبة للعنف داخل العمل، أما الحديث عن تساوي العنف بين الطرفين فهذا أمر غير مقبول.

 

+ بعض الرجال يؤكدون أن بعض البنود المتضمنة في مدونة الأسرة مجحفة بالنسبة إليهم، كما هو الحال بالنسبة إلى النفقة وحضانة الأطفال، وهو ما تعتبره هذه الفئة من الرجال عنفا رمزيا ضدهم، ما هو رأيك؟

- من بين الأشياء التي نناضل من أجلها القضية التي تتعلق بالنفقة المشتركة، فلا يمكن ألا تشارك المرأة في النفقة، خاصة إذا كانت تشتغل، وهذا الأمر بالنسبة إلينا لا يمكن النقاش فيه، ولكن هناك أيضاء نساء معوزات غير قادرات على الإنفاق، وفي هذه الحالة أن المنفق الأساسي هو الزوج. أما بخصوص الحضانة فهي مشتركة بين الطرفين والولاية الشرعية للأب، الذي من حقه الحصول على شهادة مغادرة المدرسة وينجز جواز السفر ويسحب بعض الدفوعات المالية التي يمكن آن تدعها الزوجة داخل الحساب البنكي والحصول على التأمين في حالة وقوع حادثة لأبنائه. فداخل المدونة هناك سلطة للرجل، والجانب الوحيد الذي يمكن أن تكون المرأة قد استفادت منه هو طلاق للشقاق. وأعود وأقول إن العنف ضد المرأة والرجل لا يستويان، فهل الرجل يتعرض للاغتصاب؟ ومن يمارس عليه الاغتصاب الجماعي؟ ومن يتعرض للتحرشات في الشارع أو الأنترنيت، وليس هناك مقارنة بين العنف الممارس ضد الرجل وذلك الموجه ضد المرأة.

 

+ ألا تعتقدين أن النساء أكثر قدرة على العنف أكثر من الرجل، الذي يمكن أن يتعرض للعنف دون القدرة على الحديث؟

- قد يكون بعض الرجال لا يتحدثون في قضايا العنف ضدهم، ولكن هناك أيضا نساء لا يفضلن البوح. فيوميا نقوم بعدة أشياء من أجل كسر جدار الصمت في هذه القضية، إذ توجد بعض الطابوهات التي لا تستطيع النساء حاليا الحديث عنها كالقضية التي تتعلق بالاغتصاب الزوجي. فالحدث عن العنف بالطريقة التي جاء بها التقرير هو تمييع لظاهرة مجتمعية. فمن أجل التغطية عن العنف الثير الممارس ضد النساء يتم الحديث عن عنف ممارس ضد الرجال بنفس النسب. ونحن يوميا نستقبل النساء ضحايا العنف ولو كانت نسب العنف متساوية لاستقبلنا الرجال في مراكزنا ونحن نتواجد في مناطق آهلة بالسكان.