الجمعة 1 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: من أجل نضال ديمقراطي عَبْرَ البوّابة الإقتصادية؟

مصطفى ملكو: من أجل نضال ديمقراطي عَبْرَ البوّابة الإقتصادية؟ مصطفى ملكو

مقاربتي جدُّ بسيطة إذْ تنطلقُ من المعاينة لمشهدنا السياسي من تصدير شخص مَعْنِيٍّ بالهَمِّ الإقتصادي .

 

أقولُ إنّنا ضَيّعْنا رَدْحاً من الزمن في النِّضال من أجْلِ مطالب سياسية صِرْفة في ظِلِ موازين قِوى مُخْتَلة وما لبثت تزداد اخْتلالاً مع خصوم يُتْقِنون فَنّ التَّحايل و الإحْتِواء و إفراغ المطالب من محتوياتها.

 

لمْ يَعُدْ مستساغاً أن نستمرّ في نضالات '' سيزيفية'' تزيد من ضعفنا وتشرذمنا مع خصم له باع طويل في شَقِّ الصفوف. فَلْنُحارب اقتصادياً لأن الإقتصاد عَصّيٌ على الإحْتواء و المناورة.

 

أكتفي ببعض الموضوعات/المطالب الّتي يُمكن أن ينخرط فيها الجميع منها:

ـ تجريم التملص الضريبي مع سَكِّ منْظومة ضريبية مُنْصفة.

ـ لَجْمُ الإحتكارات و الأوليغارشيا الطفيلية.

ـ دَعْمُ المقاولات الصغرى للحصول على التمويل المُريح.

ـ ربط دعم الدولة للمقاولة وِفْقاً لإنخراطها في خلق فرص الشغل.

ـ و ضْعُ حَدٍّ للإذْنيات و تراخيص الصيد البحري والتنقيب المعدني والنقل التي تَنْعَمُ بها البِطانة والفلول والطابور الخامس، لنهب خيرات الوطن، و الغِنى الفاحش، لأن هذه البطانة و تِلْكُمُ الفلول هي من تُجَيّشُ لتمييع اللعبة السياسة التي نضيع نحن في متاهاتها و يضيع معها الوطن...إ لِنُقَوِّضَ من امتيازاتهم عَلّهُمُ يَرْعَوُون.

 

في تقديري الوضع اختلف اليوم، إذِ الشعوب فطنت للسياسوية و تداول النُّخب على السلطة بدون بدائل حلول. لننظر ماذا جرى في اليونان و ماذا يجري في إسبانيا و إرلاندا و قد يحصل في فرنسا.

 

المغرب ليس استثناءً حيث من السهل أن تُقنع المغربي بالمفردات التي تُعْنى بقوت يومه، ببطالة أولاده، بطبابته، بمسلسل تفقيره.. مع التنويه إلى المُفسدين المسؤولين عن تدهور أسباب عيشيه، لأنه أيْقَنَ أن الخطاب عن نظام الحكم و توازن السلط و حقوق الإنسان أو المناداة بالملكية البرلمانية كحلٍّ سحري لكلّ مشاكلنا لم يعدْ يعنيه في شيء، لأن هكذا خطاب مردود عليه أنّه يعني فئة معينة من مُحْترفي السياسة هَمُّها الوحيد هو الحصول مِنْ بوّابة السياسة على نصيب من كعكة السلطة و ما توفره من امتيازات مادية، و الشعب يترنَّح '' يسمع جعجعة و لا يرى عجيناً''