الجمعة 1 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب دبيش: أليس في دولة الجوار رجل رشيد؟

عبد الوهاب دبيش: أليس في دولة الجوار رجل رشيد؟ عبد الوهاب دبيش
الأمم والشعوب التواقة إلى الإزدهار والتقدم تبني مستقبلها على الصدق والصراحة وعلى مبدا احترام الجوار.
وما جرى في الجزائر منذ استقلالها إلى اليوم لم يكن يحمل مما سبق اي شيء كذب في تزوير في تدليس في عجرفة فارغة من أي مدلول. والضحية لم يكن  غير الشعب الجزائري المفترى عليه في أي شيء.
الإفتراء الاول بعد استقلال البلد في خامس بوليوز من سنة 1962هو عدد الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن استقلال البلد والحقيقة المغيبة عند مسؤولي هذا البلد انهم وقعوا ضحية صانع الهزائم والخيبات العربية عبد الناصر الذي خطب في وهران  بعصاميته التي لم تصنع منه شيئا ان عدد شهداء الثورة الجزائرية بلغ اكثر من مليون ونصف المليون شهيد!؟.
كذب عليهم صاحب هزيمة الأيام الستةً وصدقوه بسذاجتهم وكأن ما قاله عبد الناصر"  قرآن "منزل المكذب فيه مارق ويستحق الاعدام !.
العاقلون في دول العالم لم تمر عليهم هذه الكذبة وذهبوا  يستقصون المعلومة وألفوا في ذلك كتبا ومقالات انتهت كلها إلى القول بأن كل الذين ماتوا واستشهدوا في حرب السنوات السبعة لما سمي بتحرير الجزائر لا يتعدون اربعمئة ألف نسمة بما فيهم القتلى من الجانب الفرنسي.
الإفتراء الثاني: حول تاريخ الدولة الجزائرية ال"قوة"الاقليمية التي لا تضاهيها قوة في المنطقة!! وال"سلوگية"الجديدة كما يعرفها المغاربة في تداولهم اليومي أن الدولة الجزائرية عميقة في التاريخ ومتجذرة وأن إرساء بنياتها ومؤسساتها قائم منذ امجاد يوغرطة والكاهنة وغيرهما.
والحقيقة أن أصحاب القرار السيادي بالبلد يخلطون بين شيئين: الأول يخص المجتمع الذي عاش قبل  حصول البلاد على استقلالها مطلع ستينيات القرن الماضي، والثاني بين المجتمعات التي عاشت هنالك تحت وصاية الأدارسة والرستميين الإباضيين في تاهرت والمرابطين والموحدين.
وبالمناسبة فان ايديولوجية العسكر تجعل هذه الدولة جزائرية كذا؟!!!! تحت ذريعة أن قبيلة گومية مسقط راس عبد المؤمن توجد في التراب الجزائري الحالي كذا أيضا؟!!!! في تزوير سافل التاريخ واستبلاد تام بنباهة دارسي التاريخ الذين يدركون أن مجال قبيلة گومية كان تابعا للدولة المرابطية والموحدية المغربيتين آنذاك.
الإفتراء أو التزوير الثالت يهم المجال، ذلك أن خريطة الجزائر الحالية ليست سوى ما أضافه المستعمر الفرنسي لهذه البلاد أيام كانت تعرف بإسم الجزائر الفرنسية. 
اقتطعوا من المغرب ثلث الأراضي التابعة لهم حاليا وفيها توات والقناذسة وگورارا وبشار وتندوف وتيكرارين وعين صالح موطن الولي الشهير سيدي احمد التيجاني
واقتطعوا من تونس صحراء حاسي الرمل وبجاية الحفصية؛ واقتطعوا من ليبيا ما استطاعوا اليه سبيلا، ومن مالي والنيجر وحكموا على أنفسهم بأن يكون لهم جوار من الأعداء لن يقفوا معهم يوم يفكر الغرب في اقتسام الكعكة الجزائرية فما صنعه الإستعمار لا طائل من بقائه.
الإفتراء أو التزويرالرابع طيهم ما يعتبرونه استقلال مستحق؛ والحقيقة ان إستقلال الجزائر هبة من ديغول المتاثر بفكر مالرو المفكر الفرنسي اليساري الذي كان يدافع عن احزاب اليسار الإشتراكية كما دافع عن الجبهة الشعبية في الحرب الأهلية الإسبانية 1936-193.
إن من يبني علاقته بشعبه على الكذب والتزييف لن يصنع من مواطنيه غير أعداء يتربصون به الدوائر وينتظرون اول فرصة تتاح لهم لكي ينهالوا عليه ويسقطوه كما اسقطوا  أكاذيبه.
من هنا جاءت فكرة الإعتماد على المحروقات، بدل الإعتماد علي سواعد المواطنين في بناء اقتصاد متنوع ومتعدد المشارب والغايات
ما ينتظر هذا البلد مع نضوب آبار النفط والغاز في العقد المقبل سيكون بمثابة النقطة المؤذنة بزوال دولة قامت على إشاعة الكذب ،وخطأهم القاتل كان هو الإعتماد على ناصرية مهزومة وفاشلة ومنطق تواجدها قائم على مبدأ سيادة العسكر، معتقدين أن البندقية والرصاص يمكن أن تصنعا دولة محترمة تتقن فن العيش المشترك والمثاقفة مع الثقافات والشعوب المختلفة!؟