من المفارقات الصادمة التي كشفتها الإحصائيات الخاصة بجائحة كورونا، أن هذا الفيروس يفتك أكثر بمغاربة المهجر مقارنة مع مغاربة الداخل.
فحسب الأرقام الرسمية توفي، بسبب كورونا، 500 فرد من مغاربة العالم. وإذا علمنا أن مجموع المغاربة بدول المهجر يقارب 5 ملايين فردا، آنذاك نعي أن حجم الوفيات في صفوفهم يمثل 0،01 في المائة. بالمقابل توفي بسبب كورونا داخل المغرب 449 فردا وسط ساكنة تقارب 36 مليون نسمة، أي أن النسبة تصل إلى 0،001 في المائة.
ما معنى ذلك؟
معناه، أنه من أصل كل 10 آلاف مغربي بالخارج مات مواطن واحد بسبب كورونا، بينما في داخل المغرب مات بسبب كورونا مواطن من أصل 80.000 فرد. أي أن فيروس كورونا يقتل ثمانية مرات مغاربة العالم مقارنة مع إخوتهم بالداخل.
فما هو السبب؟ هل لأن العديد من مغاربة العالم يعيشون هشاشة بدول المهجر؟ إن كان الأمر كذلك، ماهي مستويات هذه الهشاشة؟ هل هي هشاشة صحية أم سكنية أم اقتصادية؟
واستمرارا في طرح الأسئلة، ما هي خريطة قتلى كورونا داخل المغرب؟ وأين تسجل معدلات الوفيات أكثر بالمغرب: هل في صفوف ساكنة الأحياء الشعبية، أم في صفوف ساكنة الأحياء الراقية؟
إذا كان الأمر كذلك (وأمام غياب معطيات إحصائية مدققة من طرف الحكومة التي تكتفي بسرد أرقام جافة دون توضيح من طرف وزارة الصحة)، فهل يمكن أن نجرؤ ونقول إن المغربي الهش معرض ميكانيكيا للموت بسبب كورونا مقارنة مع مواطنه الميسور؟
هذه الأسئلة المقلقة تجد سندها في التطور الخطير للوضع الوبائي ببلادنا منذ أواخر يوليوز2020 إلى اليوم، وهو تطور ينذر بجعل المغرب مثالا أسوأ في تدبير الجائحة على المستوى العالمي بعدما كان يضرب به المثل إيجابا في مارس وأبريل 2020.
ويكبر القلق لما وجد معظم المغاربة أنفسهم عزلا وقد تحولوا إلى "ساندويتش" بين رئيس حكومة فاشل وفيروس قاتل !