الأحد 24 نوفمبر 2024
في الصميم

من لائحة الشباب إلى لائحة القوادة والشواذ !

من لائحة الشباب إلى لائحة القوادة والشواذ ! عبد الرحيم أريري
مع قرب انتخابات 2021، تحركت ماكينة الريع بالأحزاب المغربية لإعادة إنتاج لائحة الشباب وتكريسها في ترشيحات محطة 2021، علما أن المنطق يفترض أن الشباب مطالب بالتمرد على شيوخ أحزابه لتأمين تداول سلس وعادي على المناصب القيادية وعلى المسؤوليات الحزبية والانتدابية، بدل أن يتشبتوا بلائحة وطنية خاصة بالشباب لضمان "كوطا باردة" لهم في مقاعد البرلمان بشكل "بيليكي"، بدون مجهود وبدون " تقطاع الصباط" في أوحال المجتمع.
خاصة وأن التحربة المغربية البئيسة مع لائحة الشباب ( وحتى لائحة النساء) لم تأت بقيمة مضافة في المشهد العام ولم تخلق الدينامية التي كانت مرجوة.
وإذا أضفنا لذلك نمط الاقتراع المخدوم بالمغرب الذي يضمن للائحة معينة الظفر بمقاعد نيابية بعدد تافه من الأصوات، آنذاك نعي حجم الخيبة التي تجرع مرارتها العديد من المواطنين.
إذ أفرزت لنا التجرية طبقة من السياسيين( شبابا ونساء) استمرأوا الريع والغنيمة البرلمانية دون أن تقع رجة تخلخل السائد من السلوكات السياسية المتكلسة، اللهم من رحم ربك، وعددهم قليل جدا.
إن الإصرار على عودة لائحة الشباب في محطة 2021 سيكون ضربة موجعة لما تبقى من ناخبين مغاربة "يؤمنون" بالعملية الانتخابية".
علما أن العالم يسير في اتجاه احترام دينامية المجتمع المحلي وإرادته في تأمين دوران النخب بدل تأليه شيوخ الأحزاب وتأبيدهم في كراسي المسؤولية مثلما يحدث ببلادنا.
فهل الوزيرة الأولى بالنرويج SANA MARIN  وصلت للحكم بلائحة الربع، علما أن عمرها لم يتجاوز 34 سنة؟
والمستشار النمساوي ( الوزير الأول  في قاموسهم)، SEBASTIEN KURZ ، هل وصل للمنصب الأول بالنمسا لما كان عمره 31 سنة، بالتملق لشيوخ حزبه لوضعه في لائحة الشباب؟
وهل رئيس الوزراء الأوكراني OLEKSEI GONTCHAROUK البالغ من العمر 35 سنة نجح بفضل لائحة الشباب.. علما أن رئيس أوكرانيا VOLDYMYR ZELENSKY بنفسه لما نجح في الانتخابات كان سنه لا يتعدى41 سنة؟
وهل رئيس السلفادور NAYIB BUKELE، الذي كان عمره 37 سنة، ظفر بأعلى منصب دستوري بإسقاطه بالمظلات على لائحة الشباب؟
وهل زميله في كوستاريكا CARLOS ALVARADO الذي بالكاد بلغ 38 سنة، نجح في الانتخابات الرئاسية بالريع؟
وهل الوزيرة الاولى المشهورة في نيوزيلندا JACINDA ARDEN لما تقلدت الحكم وعمرها 37 سنة، كانت ترضع من بزولة معينة  ليرضى عنها شيوخ حزبها؟
وزميلها بجمهورية إيرلندا LEO VARADKAR الذي كان عمره 38 سنة، هل  انتخب وزيرا أول إرضاء للائحة الشباب؟
وهل رئيس الوزراء في جمهورية إيستونيا JURI RATAS ذو 38 سنة، تولى المنصب بفضل تواطؤ الأحزاب على خلق لائحة وطنية للشباب؟
وهل نحتاج للتذكير بحالة رئيس فرنسا MACRON الذي انتزع منصب رئيس الجمهورية وعمره لا يتجاوز 39 سنة؟!
لانحتاج لسرد كل الحالات بالعالم التي تفضح نفاق وانتهازية النخب الحزبية بالمغرب، إذ بدل أن ينزل شباب الأحزاب للميدان لتأطير المجتمع وفق ما ينص عليه الدستور، نراهم يعيدون إنتاج نفس المنظومة السياسية المتعفنة.
فلو قبلنا بلائحة وطنية للنساء وأخرى للشباب في الانتخابات المقبلة، فما المانع من مطالبة أحزابنا بلائحة للقوادين وأخرى لبائعات الجنس بالطروطوار وثالثة للمتاجرين بالبشر ورابعة للشواذ !