استحضروا الأرقام التالية الصادمة:
- 12 في المائة من مجموع أبناء المغاربة يتابعون دراستهم في مدارس خاصة، أي حوالي مليون تلميذ من أصل 8.208.000 تلميذ بالتعليم العمومي.
- 7 في المائة من مجموع المستخدمين المسجلين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالمغرب يعملون في المدارس الخاصة، أي ما يمثل حوالي 200 ألف فرد (مستخدمون + سائقون + مربون + طباخون + نظافة...إلخ.) من أصل 3 مليون و40 ألف فرد مصرح بهم لدى الصندوق بكافة المقاولات بالمغرب.
- 15 مليار درهم هو حجم العبء الذي يتحمله الآباء كل سنة لتدريس أبنائهم بالقطاع الخاص بشكل يخفف العبء عن مالية الدولة بنسبة تقارب 23 في المائة من مجموع مخصصات الدولة للتعليم العمومي.
لم نستحضر هذه الأرقام لتقييم العملية التربوية بالمدارس الخصوصية وهل هي ذات جودة أو العكس. كما لم نستحضر مدى احترام هذه المدارس الخاصة لكناش التحملات أم لا، أو توفر معظمها على الشروط المادية لاستقبال التلاميذ للتدريس في ظروف لائقة (ساحات + مختبرات + ملاعب...إلخ)، ولن نتوقف عند تقيد هذه المدارس الخاصة بتنظيم أنشطة موازية للتلاميذ…إلخ.
لا، ليس المقام هنا مقام التقييم والنقد، بل ما يهمنا هو كيف لحكومة تدعي أنها حكومة المغاربة ككل تتفرج على "الحرب الأهلية" الدائرة بين آباء وأولياء التلاميذ" وأرباب المدارس الخاصة منذ حوالي ثلاثة أشهر، دون أن تتحرك لإخماد نار الحرب وطمأنة "الأطراف المتصارعة"!
فلو جمعنا عدد التلاميذ مع عدد المستخدمين بالتعليم الخاص سنحصل على مليون و200 ألف مغربي معني بالأزمة، وإذا أضفنا الآباء والأمهات، في حدود 300 ألف فرد كحد أدنى (بحكم أن هناك أسرا من لها طفلان أو ثلاثة في التعليم الخاص)، فسنحصل على رقم مهول يتجلى في 1.5 مليون مغربي يعيش في جو مكهرب منذ بدء جائحة كورونا في منتصف مارس 2020 إلى اليوم، دون أن يحس هؤلاء 1.5 مليون مغربي بأنهم مسنودون من طرف حكومة مواطنة ومسؤولة، ودون أن تظهر لهم علامات أن المغرب فيه حكومة ترعى شؤون المغاربة رعاية الأب لأبنائه.
إذ كيف لحكومة تدعي أنها تمثل المغاربة ككل، في حين تتجاهل معاناة حوالي 5 في المائة من المغاربة معنيين مباشرة بالتعليم الخاص؟ هل تحول هؤلاء إلى أقلية دينية أو مجتمعية منبوذة ومحكورة؟!
لسنا في موقف الدفاع عن آباء التلاميذ أو نصرة موقف أرباب المدارس الخاصة، ولكن ما حز في النفس أن وزير التعليم سعيد أمزازي، يتلذذ من برجه العاجي في الرباط على هذه الحرب بين الآباء والمدارس الخاصة، وبدل أن يتحمل مسؤوليته كاملة كمسؤول حكومي، ليتخذ قرارا منصفا للطرفين، اختار طريق الجبناء والهروب إلى الأمام وصدّر الأزمة إلى جمعيات الآباء التي دعاها لتلعب دور "الجسر بين المتضررين من الأولياء وبين أرباب المدارس الخاصة"!
إن حكومة ترخص للتعليم الخاص، وتعلن أنه "شريك أساسي في المنظومة التربوية" وتدفع الآباء إلى تسجيل أبنائهم في هذه المدارس ولا تقوى على التدخل للحسم في سجال طفا على هامش أزمة كورونا، لا تستحق أن تسمى حكومة المغاربة بقدر ما تستحق حمل لقب "الحكومة المستبدة بأعناق المغاربة"!
- 12 في المائة من مجموع أبناء المغاربة يتابعون دراستهم في مدارس خاصة، أي حوالي مليون تلميذ من أصل 8.208.000 تلميذ بالتعليم العمومي.
- 7 في المائة من مجموع المستخدمين المسجلين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالمغرب يعملون في المدارس الخاصة، أي ما يمثل حوالي 200 ألف فرد (مستخدمون + سائقون + مربون + طباخون + نظافة...إلخ.) من أصل 3 مليون و40 ألف فرد مصرح بهم لدى الصندوق بكافة المقاولات بالمغرب.
- 15 مليار درهم هو حجم العبء الذي يتحمله الآباء كل سنة لتدريس أبنائهم بالقطاع الخاص بشكل يخفف العبء عن مالية الدولة بنسبة تقارب 23 في المائة من مجموع مخصصات الدولة للتعليم العمومي.
لم نستحضر هذه الأرقام لتقييم العملية التربوية بالمدارس الخصوصية وهل هي ذات جودة أو العكس. كما لم نستحضر مدى احترام هذه المدارس الخاصة لكناش التحملات أم لا، أو توفر معظمها على الشروط المادية لاستقبال التلاميذ للتدريس في ظروف لائقة (ساحات + مختبرات + ملاعب...إلخ)، ولن نتوقف عند تقيد هذه المدارس الخاصة بتنظيم أنشطة موازية للتلاميذ…إلخ.
لا، ليس المقام هنا مقام التقييم والنقد، بل ما يهمنا هو كيف لحكومة تدعي أنها حكومة المغاربة ككل تتفرج على "الحرب الأهلية" الدائرة بين آباء وأولياء التلاميذ" وأرباب المدارس الخاصة منذ حوالي ثلاثة أشهر، دون أن تتحرك لإخماد نار الحرب وطمأنة "الأطراف المتصارعة"!
فلو جمعنا عدد التلاميذ مع عدد المستخدمين بالتعليم الخاص سنحصل على مليون و200 ألف مغربي معني بالأزمة، وإذا أضفنا الآباء والأمهات، في حدود 300 ألف فرد كحد أدنى (بحكم أن هناك أسرا من لها طفلان أو ثلاثة في التعليم الخاص)، فسنحصل على رقم مهول يتجلى في 1.5 مليون مغربي يعيش في جو مكهرب منذ بدء جائحة كورونا في منتصف مارس 2020 إلى اليوم، دون أن يحس هؤلاء 1.5 مليون مغربي بأنهم مسنودون من طرف حكومة مواطنة ومسؤولة، ودون أن تظهر لهم علامات أن المغرب فيه حكومة ترعى شؤون المغاربة رعاية الأب لأبنائه.
إذ كيف لحكومة تدعي أنها تمثل المغاربة ككل، في حين تتجاهل معاناة حوالي 5 في المائة من المغاربة معنيين مباشرة بالتعليم الخاص؟ هل تحول هؤلاء إلى أقلية دينية أو مجتمعية منبوذة ومحكورة؟!
لسنا في موقف الدفاع عن آباء التلاميذ أو نصرة موقف أرباب المدارس الخاصة، ولكن ما حز في النفس أن وزير التعليم سعيد أمزازي، يتلذذ من برجه العاجي في الرباط على هذه الحرب بين الآباء والمدارس الخاصة، وبدل أن يتحمل مسؤوليته كاملة كمسؤول حكومي، ليتخذ قرارا منصفا للطرفين، اختار طريق الجبناء والهروب إلى الأمام وصدّر الأزمة إلى جمعيات الآباء التي دعاها لتلعب دور "الجسر بين المتضررين من الأولياء وبين أرباب المدارس الخاصة"!
إن حكومة ترخص للتعليم الخاص، وتعلن أنه "شريك أساسي في المنظومة التربوية" وتدفع الآباء إلى تسجيل أبنائهم في هذه المدارس ولا تقوى على التدخل للحسم في سجال طفا على هامش أزمة كورونا، لا تستحق أن تسمى حكومة المغاربة بقدر ما تستحق حمل لقب "الحكومة المستبدة بأعناق المغاربة"!