الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

عليلي : طلبة جهة درعة العالقين بالجامعات نموذج حي لغياب العدالة المجالية والاجتماعية

عليلي : طلبة جهة درعة العالقين بالجامعات نموذج حي لغياب  العدالة المجالية والاجتماعية عبد العزيز عليلي
أطلق حوالي 200 طالب وطالبة بجامعة القاضي العياض بمراكش ينحدرون من الجنوب الشرقي للمغرب نداء استغاثة بعدما ظلوا عالقين بمراكش بسبب الطواريء، وفي وضعية مادية ونفسية صعبة .
وفي هذا الإطار توصلت "
أنفاس بريس" من عبد العزيز عليلي الكاتب العام لجمعية درعة الكبرى للتنمية والتضامن بهذه الورقة:

أطلق، مؤخرا، مجموعة من الطلبة المنحدرين من إقليم زاكورة نداءات استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر أمواج بعض  الإذاعات الخاصة  حول صعوبة وضعهم المادي والمعيشي بعد استمرار الحجر الصحي لشهرين ونصف.  
وفي هذا السياق قامت جمعية درعة الكبرى للتنمية والتضامن بالتواصل مع بعض الطالبات بمراكش قصد التخفيف من معاناتهن المادية والمعنوية. ووقفنا على ما كن يكابدنه من أجل البقاء في وضع غير إنساني.
وفي اتصال للجمعية يوم الجمعة 29 ماي 2020  مع عمالة إقليم زاكورة حول الموضوع، أكد مدير الديوان بأن عامل الإقليم أصدر  نفس اليوم تعليماته لإجلاء الطلبة العالقين بكل من المدينتين الجامعيتين أكادير ومراكش منذ فرض حالة الطوارئ الصحية وتوقف الدراسة بالجامعات للحد من انتشار فيروس كورونا.
 وأكد مدير الديوان بأن الطلبة الذين سيتم إجلاؤهم سيخضعون للتدابير الوقائية وإخضاعهم للتحاليل المخبرية الخاصة بالفيروس، قبل التزامهم  بالعزل الصحي بمساكنهم، وضمان متابعة طبية لهم، إلى حين ظهور نتائج التحاليل المخبرية، حفاظا على سلامتهم وسلامة ذويهم.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الطلبة المنحدرين من أقاليم جهة درعة تافيلالت يواجهون نفس المصير، بحيث عانوا الويلات من جراء تداعيات الحجر الصحي ؛أعداد هائلة من الطلبة انقطع بهم حبل النجاة ووجدوا أنفسهم عالقين و عاجزين في ظل ضعف إمكانياتهم . 
ويمكن القول بوضوح وفي ظل هذه الظروف الطارئة أن الأمر يتطلب منا جميعا الوقوف جنبًا إلى جنب حتى نعبر هذه المرحلة. ووجب كذلك استخلاص الدروس والعبر، والتفكير بجدية في ضرورة إيجاد حلول جذرية و هيكلية لهذه الفئة المهمة في المجتمع.
ألم يحن الوقت بعد إنشاء جامعة بالجهة ؟ للتخفيف من المعاناة التي يواجهها الطلاب بالمدن الجامعية. معاناة تسبب لهم تعاسة عميقة، تشعر بالارتياب وتأكد ذلك الإرث الطويل من عدم الثقة، وصعوبة الإختلاف في الرأي  التي ساهمت في  الحيف والتهميش الذي تعاني منهما جهة درعة تافيلالت؛ وتفاوتات صارخة مقارنة مع كل جهات المغرب . 
 لهذا يجب أن نبدأ في التفكير على نحو يتخطى حدود الخلفيات والمصالح   فصياغة نموذج تنموي،يقتضي كمنطلق العمل على تكريس العدالة المجالية والاجتماعية.
ولعل التربية والتكوين والتعليم العالي لتعد المدخل الأساسي والحاسم لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة ووضع الطلبة والشباب في صلب النموذج التنموي باعتبارهم الرأسمال الحقيقي.