إذا كانت الهالة الإعلامية والانتخابية، التي رافقت حزب الأصالة والمعاصرة، أصابت أهدافها بمجموعة من الأقاليم، مباشرة بعد تأسيس هذا الحزب قبل سنوات خلت، وأصابت أهدافها عبر هجرة واسعة من رؤساء الجماعات والمنتخبين كانوا ينتمون لأحزاب أخرى؛ فإن هذه الهالة مرت بابن سليمان كسحابة صيف لم تحقق أية نتيجة تذكر.

فبالرغم من إسناد صفة المسؤول الحزبي لأحد رؤساء الجماعات، فقد فشل في بناء تنظيم مهيكل، مكتفيا بترشيح نفسه وبعض أصدقائه باسم الحزب.

اليوم، الحزب خارج التغطية، ولا حديث عن أية بصمة تتعلق به... لقد تم الحديث منذ أشهر خلت عن هيكلة جديدة تلوح في الأفق، لكن اتضح أن الأمور ظلت معلقة إلى اليوم، وذلك بعد تزامنها مع محطة المؤتمر الرابع للحزب.

واتضح جليا أن بناء حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بنسليمان، يبقى أمرا مستعصيا في الوقت الراهن، وذلك لمجموعة من الاعتبارات، وفي مقدمتها الصورة المشوهة لكل ما يرتبط بالانتخابات بهذا الإقليم الذي له شهرة وطنية في الفساد الانتخابي.. ولما لا وهو الذي تمت فيه إعادة الانتخابات البرلمانية خمس مرات بسبب "البيع والشراء" الانتخابي. فكم هي المناطق التي جالست مرشحي البرلمان ولم تتحدث إلا بلغة "أشحال تعطينا".

في ظل هذا المشهد الانتخابي المقرف، فإن بناء حزب بأسس متينة وبأهداف صادقة، يبقى أمرا مستعصيا في الظرف الحالي... وذلك ما ينطبق على حزب الأصالة والمعاصرة.