الجنيرال ليوطي واستعماريو فرنسا تركوا لنا مغربا مفككا وترابا مثقلا بالأعطاب، لدرجة أن الاستعمار حرص على تنمية مدن الواجهة الأطلسية فقط لتكون جسرا تعبر منه خيرات المغرب المنهوبة من داخل التراب الوطني والموجهة للأسواق الفرنسية، لدرجة أن المغرب، ومنذ حصوله على الاستقلال، ظلت بوصلته مشدودة نحو أوروبا.
لكن مع مجيء الملك محمد السادس ثم قلب الاتجاه وأعاد المغرب إحياء روابطه مع إفريقيا، لدرجة أن حجم الاتفاقيات المبرمة بين المغرب ودول القارة السمراء تجاوز 1000 اتفاقية تغطي مختلف الميادين.
وإذا كان الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة عيد المسيرة (6 نونبر2019) قد أشار إلى تغير المعطيات الجغرافية بعد عودة الأقاليم الجنوبية للمغرب، وما تلا ذلك من أن الرباط لم تعد في شمال المغرب، ومن كون أكادير أصبحت تتوسط خريطة المغرب، فإن ذلك يفتح الشهية لرفع سقف الطموح إلى الأعلى بما يقلب المعادلات الجيو-اقتصادية ليس بالمغرب العربي فحسب، بل وفي مجمل القارة الإفريقية، عبر المطالبة ببرمجة الداخلة لتكون هي «العاصمة الاقتصادية لمملكة محمد السادس».
هذا الحلم ليس بالمستحيل، خاصة وأن لنا سوابق مشرقة ربح فيها المغرب الرهان، نقصد بذلك ميناء طنجة الأطلسي الذي قلب الموازين في البحر المتوسط وشكل رافعة لمدن الشمال، وبالتالي علينا الزيادة في الجرعة بشكل أكبر لأن الأمر هنا لا يرتبط بتنمية منطقة مثلما كان عليه الوضع في ميناء طنجة الأطلسي، بل الأمر يهم تنمية بلد بكامله. والمدخل الرئيسي لهذه التنمية هي جعل الداخلة بمثابة «دبي إفريقيا» أو «هونغ إفريقيا» أو «سنغافورة الإفريقية» أو «شنغهاي السمراء».
قد ينهض قائل ليقول: إن هذا مجرد حلم!
نعم، هو حلم، لكن إذا علمنا أن هندسة المدن ورسم طموح الدول كلها أحلام خلقت من فكرة، آنذاك سنعي أن الداخلة ليست فقط مدينة جميلة توجد في خليج أجمل، بل هي «هبة إلاهية» منحها الله للمغرب، ونحن كمغاربة علينا أن نحسن صنعا باستثمار هذه الهبة الإلاهية عبر جعل المغرب «تنينا إفريقيا».
خذوا مثال الصين، ألم تبدأ بحلم صغير وبفكرة بسيطة تتمثل في إحياء «طريق الحرير»، لدرجة أنه لا أحد آنذاك كان يولي اهتماما بهذا الحلم حتى بدأت ملامحه تتبلور على أرض الواقع! وهاهي الصين تجني من هذه الفكرة ملايير من الدولارات وعائدات خيالية. فلماذا لا يحلم المغرب بإحياء «طريق القوافل» مع دول جنوب الصحراء، ونستلهم من التاريخ لتحصين الحاضر من أجل ضمان مستقبل مشرق للمغرب!؟
الصين وضعت مونطاجا ماليا ومؤسساتيا لرعاية طريق الحرير، فلماذا لا نقتفي طريق الموحدين ونسترشد بخرائطهم ويرعى المغرب «طريق القوافل» نحو إفريقيا، وبدل أن نعين «قايد يمثل السلطان» في تامبوكتو أو بانجول أو مالابو أو داكار، كما في السابق، علينا أن نحول الأقاليم الجنوبية إلى منطقة حرة عالمية تجعل «الشينوا» أو «الميريكان» و»جابون» و»الكوارا» و»رواسا» و»نجالزا» يتنافسون على الاستثمار في الصحراء.
فالظاهرة الميتروبوليتانية العالمية تتحرك عبر موجات تاريخية: شاهدنا ذلك في كوريا ودبي ثم الصين والهند حاليا، والمغرب مطالب بأن يجر المسار نحو الأقاليم الجنوبية، خاصة وأن لنا كل الإغراءات: إغراءات السوق الإفريقية العذراء الواعدة.
فإذا أسقطنا محطة نور للطاقة الشمسية بورزازات، لا نعثر على المغرب في رادار المشاريع العالمية، لكن بجعل الداخلة «عاصمة إفريقيا» فستصبح للمغرب «مانهاتن الإفريقية» ولن يتحقق ذلك إلا باعتماد وثائق تعمير أكثر جرأة تتمحور حول انشغال مركزي واحد، ألا وهو كيف نجعل من الداخلة «ميتروبولا» يخفف الضغط عن محور الدار البيضاء وطنجة من جهة، ولتكون الداخلة بوابة المغرب للقرن 21 لكل من يود العبور نحو إفريقيا. لكن تقوية الداخلة لا يستقيم إلا بالمضي في مسلسل تقوية العيون وبوجدور وأوسرد والسمارة وخلق مراكز حضرية صاعدة بين هذه الأقطاب، خاصة وأن كل المقومات موجودة في الصحراء من صيد وصناعة بحرية وسياحية ولوجستيك. كما يتوفر المغرب على مؤسسة وطنية قوية بإمكانها جر التراب الصحراء إلى الأعلى ونقصد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.
إن الساقطين والفاشلين من الأصوليين والعدميين ومحترفي الريع ومص ثروات المغرب لا هم لهم سوى جعل المغاربة أسرى نقاشات تافهة وعقيمة من قبيل ارتداء أو عدم ارتداء «البيكيني» وقص الشارب والقذف الرضائي أو غير الرضائي وأكل رمضان، بدل ضمان حق المغاربة في الحلم المشروع لرفع سقف الطموح إلى الأعلى، ليبرهن المغرب للعالم أجمع أن توجهه الإفريقي توجه صادق وبأن إرثه التاريخي مع إفريقيا تتم أجرأته اقتصاديا على أرض الواقع.
لكن مع مجيء الملك محمد السادس ثم قلب الاتجاه وأعاد المغرب إحياء روابطه مع إفريقيا، لدرجة أن حجم الاتفاقيات المبرمة بين المغرب ودول القارة السمراء تجاوز 1000 اتفاقية تغطي مختلف الميادين.
وإذا كان الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة عيد المسيرة (6 نونبر2019) قد أشار إلى تغير المعطيات الجغرافية بعد عودة الأقاليم الجنوبية للمغرب، وما تلا ذلك من أن الرباط لم تعد في شمال المغرب، ومن كون أكادير أصبحت تتوسط خريطة المغرب، فإن ذلك يفتح الشهية لرفع سقف الطموح إلى الأعلى بما يقلب المعادلات الجيو-اقتصادية ليس بالمغرب العربي فحسب، بل وفي مجمل القارة الإفريقية، عبر المطالبة ببرمجة الداخلة لتكون هي «العاصمة الاقتصادية لمملكة محمد السادس».
هذا الحلم ليس بالمستحيل، خاصة وأن لنا سوابق مشرقة ربح فيها المغرب الرهان، نقصد بذلك ميناء طنجة الأطلسي الذي قلب الموازين في البحر المتوسط وشكل رافعة لمدن الشمال، وبالتالي علينا الزيادة في الجرعة بشكل أكبر لأن الأمر هنا لا يرتبط بتنمية منطقة مثلما كان عليه الوضع في ميناء طنجة الأطلسي، بل الأمر يهم تنمية بلد بكامله. والمدخل الرئيسي لهذه التنمية هي جعل الداخلة بمثابة «دبي إفريقيا» أو «هونغ إفريقيا» أو «سنغافورة الإفريقية» أو «شنغهاي السمراء».
قد ينهض قائل ليقول: إن هذا مجرد حلم!
نعم، هو حلم، لكن إذا علمنا أن هندسة المدن ورسم طموح الدول كلها أحلام خلقت من فكرة، آنذاك سنعي أن الداخلة ليست فقط مدينة جميلة توجد في خليج أجمل، بل هي «هبة إلاهية» منحها الله للمغرب، ونحن كمغاربة علينا أن نحسن صنعا باستثمار هذه الهبة الإلاهية عبر جعل المغرب «تنينا إفريقيا».
خذوا مثال الصين، ألم تبدأ بحلم صغير وبفكرة بسيطة تتمثل في إحياء «طريق الحرير»، لدرجة أنه لا أحد آنذاك كان يولي اهتماما بهذا الحلم حتى بدأت ملامحه تتبلور على أرض الواقع! وهاهي الصين تجني من هذه الفكرة ملايير من الدولارات وعائدات خيالية. فلماذا لا يحلم المغرب بإحياء «طريق القوافل» مع دول جنوب الصحراء، ونستلهم من التاريخ لتحصين الحاضر من أجل ضمان مستقبل مشرق للمغرب!؟
الصين وضعت مونطاجا ماليا ومؤسساتيا لرعاية طريق الحرير، فلماذا لا نقتفي طريق الموحدين ونسترشد بخرائطهم ويرعى المغرب «طريق القوافل» نحو إفريقيا، وبدل أن نعين «قايد يمثل السلطان» في تامبوكتو أو بانجول أو مالابو أو داكار، كما في السابق، علينا أن نحول الأقاليم الجنوبية إلى منطقة حرة عالمية تجعل «الشينوا» أو «الميريكان» و»جابون» و»الكوارا» و»رواسا» و»نجالزا» يتنافسون على الاستثمار في الصحراء.
فالظاهرة الميتروبوليتانية العالمية تتحرك عبر موجات تاريخية: شاهدنا ذلك في كوريا ودبي ثم الصين والهند حاليا، والمغرب مطالب بأن يجر المسار نحو الأقاليم الجنوبية، خاصة وأن لنا كل الإغراءات: إغراءات السوق الإفريقية العذراء الواعدة.
فإذا أسقطنا محطة نور للطاقة الشمسية بورزازات، لا نعثر على المغرب في رادار المشاريع العالمية، لكن بجعل الداخلة «عاصمة إفريقيا» فستصبح للمغرب «مانهاتن الإفريقية» ولن يتحقق ذلك إلا باعتماد وثائق تعمير أكثر جرأة تتمحور حول انشغال مركزي واحد، ألا وهو كيف نجعل من الداخلة «ميتروبولا» يخفف الضغط عن محور الدار البيضاء وطنجة من جهة، ولتكون الداخلة بوابة المغرب للقرن 21 لكل من يود العبور نحو إفريقيا. لكن تقوية الداخلة لا يستقيم إلا بالمضي في مسلسل تقوية العيون وبوجدور وأوسرد والسمارة وخلق مراكز حضرية صاعدة بين هذه الأقطاب، خاصة وأن كل المقومات موجودة في الصحراء من صيد وصناعة بحرية وسياحية ولوجستيك. كما يتوفر المغرب على مؤسسة وطنية قوية بإمكانها جر التراب الصحراء إلى الأعلى ونقصد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.
إن الساقطين والفاشلين من الأصوليين والعدميين ومحترفي الريع ومص ثروات المغرب لا هم لهم سوى جعل المغاربة أسرى نقاشات تافهة وعقيمة من قبيل ارتداء أو عدم ارتداء «البيكيني» وقص الشارب والقذف الرضائي أو غير الرضائي وأكل رمضان، بدل ضمان حق المغاربة في الحلم المشروع لرفع سقف الطموح إلى الأعلى، ليبرهن المغرب للعالم أجمع أن توجهه الإفريقي توجه صادق وبأن إرثه التاريخي مع إفريقيا تتم أجرأته اقتصاديا على أرض الواقع.