عبد الهادي بهيج لم يكن يتوقع أكبر المتشائمين سقوط المنتخب الوطني لكرة القدم، على وقع أقدام منتخب البنين ...الكل يهلل ويحاول أن يصنع لحظة فرح تتماهى مع إنسياب اللفة المدورة ... الأطفال...اليافعون ..الشباب ..الشيوخ .. النساء...
الجميع يتنفس كرة القدم، ويستنشق رحيق الوطنية الفيحاء المرتبطة دلاليا بالهوية المغربية...بالعلم الوطني ... بالشخصية الاعتبارية للإنسان المغربي ...
المهم هو تأكيد المشاركة في خضم الفرح الأصيل، وشيء من توابل السعادة لاستشعار سويعات الانبعاث وتأصيل ملحمة كروية تستمد قوتها من جوف الروح المفعمة بالمعاني الجميلة ....
مع ذلك تبقى الهزيمة فرصة سانحة لطرح الأسئلة الحقيقية التي تخص مجال تدبير ملف كرة القدم والمنتخب الوطني ... تبقى هذه الهزيمة مناسبة لفتح ملف تدبير الشأن الكروي بالبلاد، ولماذا كل هذا المكياج الرخيص لتذويب المشاكل الحقيقية التي تمنع عنا الفرح بالفوز بطريقة غير مفهومة ...لماذا كل هذا التسويق الملغوم والإنفاق الأرعن !؟ لا نتكلم هنا من بوابة النظارات السوداء ...لسنا عدميين للحد الذي يجعلنا منتصرين للأحزان، بدل الانصياع للحظة فرح تنسينا العهر السياسي والفساد المالي والانقضاض على جيوب الفقراء تحت يافطة تمرير قوانين الإذعان ....
كنا نتودد لانتصار المنتخب الوطني المغربي، في قاهرة النعمان؛ عسانا نسترد شيئاً من شجاعة الأسد للمطالبة بالإفراج عن قيم الوطن وعذرية الوطن وتاريخ الوطن ...
كان أملنا كبيرا في الفوز بالرغم من كل أساليب التنميط والتنويم والتأجيل والتهجين والتسويف والتبخيس ...ربما أخطأ زياش في التمرير والتسجيل ...لكن أنتم تصرون على إستكمال الأخطاء في التمرير والتدبير منذ زمان ...
هناك تراكم قبلي في مجال الفشل منذ سنوات فقط، يحاول فقط صناع الفرجة تحويله إلى فوز كروي لتجديد الارتباط بعموم أهل الوطن قبل ملحمة الانتخابات.
ما وقع في قاهرة النعمان يجب أن يمهد الطريق إلى عمق القضايا الحارقة... يجب أن يكون مناسبة لتفكيك خلايا أسباب الفشل الكروي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي .... الديمقراطية الاستعراضية لا تصنع الفوز ...لأن الفوز الرياضي ينطلق من مدى انصهار الوطن مع العدالة الاجتماعية والاقتصادية والمجالية ...فحظ سعيد لمنتخبنا الوطني ..
