الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: هذا ما جنته الكتائب الالكترونية على وطننا المغربي

الحسن  زهور: هذا ما جنته الكتائب الالكترونية على وطننا المغربي الحسن زهور
الحملة القوية التي قادتها الكتائب الالكترونية بالمغرب بمشاركتها في الحملة العالمية للاخوان المسلمين للتشهير بالنظام المصري بعد وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي اثناء محاكمته تثير الكثير من التساؤلات، و هي  تساؤلات ترتبط بالوطنية و بهوية هذا البلد .
فهل الوطن هو هذه الارض بحدودها السياسية و التاريخية و الثقافية الممتددة جذورها في التاريخ و التي تسمى اليوم بالمغرب؟ ام الوطن هو هذه الجغرافية الطوباوية التي تمتد من الخليج الى المحيط  و التي يحلم بها القوميون المغاربة؟ ام هو هذا الوطن الإسلامي الممتد من باكستان الى المحيط حسب طوباوية الإسلاميين؟
لكن اذا تعارضت المصلحة الوطنية مع المصلحة القومية او الإسلامية فهل سنغلب المصلحة القومية كما يفعل القوميون المغاربة او المصلحة الإسلامية كما يفعل الإسلاميون؟
بمعنى آخر  هل الاسبقية هي للإنتماء إلى هذا الوطن المغربي ام الإنتماء إلى وطن طوباوي آخر اوسع؟
فالى وقت قريب كانت القضية الفلسطينية ( كقضية انسانية) عند بعض التيارات و الأحزاب المغربية  اهم من القضية الوطنية يعبر عنها الشعار الذي رفعته هذه التيارات في الساحة السياسية المغربية : " القضية الفلسطينية هي القضية الوطنية الاولى للمغاربة" و هو الشعار الذي ما  يزال يوظف الى الآن كأصل تجاري لأغراض انتخابية و سياسية.
هذه التساؤلات تطرح نفسها بحدة في بلدنا كلما جد جديد في الشرق الاوسط اي القلب النابض للايديولوجيتين القومية و الإسلامية اللتين ابتلي بها المغاربة منذ ان اضاعوا هويتهم الثقافية و الحضارية بعد الإستقلال.
و الطارئ هذه المرة ؛هو وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي و الذي عزله العسكر مستغلين ثورة 30 يونيو للشعب المصري ضد حكم الإخوان، و ما رافقت هذه الوفاة من ضغوطات نفسية و سجنية عجلت بوفاته، و هي ممارسات لا يمكننا إلا إدانتها و ادانة ما تعرض له الرجل من مضايقات عديدة أدت إلى وفاته في المحكمة، لكن ان تنخرط بعض التيارات السياسية في بلدنا عبر كتائبها الإلكترونية في الحملة العالمية للاخوان المسلمين و التي تتزعمها قطر و تركيا ( الحاضنتان لجماعة الإخوان) في عدائهما للنظام المصري مما يضر بمصلحتنا الوطنية، هنا نقف لنصرخ عاليا لنقول لهذه الكتائب كفاك من التلاعب بوطننا و زجه في صراع ليس في مصلحتنا لخدمة أجندة أخرى أضرارها على وطننا اثقل وطئا.
هذه "البلادة " الايديولوجية التي حركت الكتائب الإلكترونية في المغرب لتنخرط في هذه الحملة العالمية للإخوان ضد مصر اثر وفاة زعيمهم محمد مرسي نتجت عنها اضرار بقضيتنا الوطنية، اذ جاء الرد المصري على هذه الحملة الغبية سريعا.
جاء الرد المصري سريعا، رد مستفز مس مشاعرنا الوطنية بصورة سافرة حين تم  تجزئة المغرب في خريطة افريقيا الكروية و وضع راية البوليزاريو على جغرافية الصحراء المغربية، ليتم تصحيح الخريطة بسرعة بعد احتجاج السلطات المغربية على هذا الرد المصري المستفز الذي كان بدوره ردا على الحملة الرعناء للكتائب الإلكترونية بالمغرب ( و هي معروفة الإنتماء) ضد سلطات مصر، و اعتذر المصريون  بلباقة سياسية عما فعلوه.
لكن الرسالة المصرية وصلت، و فهمناها، فهل فهمها من يقف وراء حملة الكتائب الإلكترونية الإخوانية بالمغرب؟ أم ان ايديولوجيتهم اعمت الأبصار و البصائر و ختمت على القلوب؟
و هل يع هؤلاء بخطورة ما يفعلون لارواء نزواتهم الإيديولوجية التي تضر بقضيتنا الوطنية؟
و هل الإنتماء الى الأممية الإسلامية الماواردية و القطبية اهم من الإنتماء إلى هذا الوطن المغربي؟
ام ان الولاء للايديولوجية القومية او الدينية أهم من الولاء للوطن؟
رجاء لا تتلاعبوا بمصالح الوطن،  فمصلحة الوطن اهم من الإيديولوجيات العابرة.