الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف برادة: إن الزمن لغريب هذه الأيام أيها القارئ

عبد اللطيف برادة: إن الزمن لغريب هذه الأيام أيها القارئ عبد اللطيف برادة

يشمون رائحة عطر قلبك ويرحلون خوفا من أن تخنقهم بالعشق

لديهم رهاب من رائحة القلب

الزمن غريب أيها القارئ هذه الأيام

ليست كل القيم قادرة على أن تصمد امام العواصف

إنهم اليوم يجلدون بكل وقاحة الحب في الساحة العامة

قل لي هل علينا اخفاء الحب هذه الأيام؟

ها انني أغني ترنيمة لبلدي ولابني

وإذا مشيت على هذا الطريق الملتوي، هل يا ترى هناك وجهة لي في آخر المطاف

لا تخاطر يقول لي صوت خفي، الإلهام يخبرني أن لا أجازف اليوم

لا شيء يعني اي شيء

الزمن غريب هده الأيام أيها القارئ

من يطرق الأبواب لن يحصل سوى على صفعة على وجهه

عليك أن تخفي الضوء حيث يتكاتف الظلام

اليوم حتى الجزارون يسيرون في الشوارع بالسواطير الدامية

الزمن غريب أيها القارئ

مع ابتسامة على شفتي وأغنية تصدح من حنجرتي تعلمت الرقص

عليك أن نخفي الأفكار أيها القارئ حيث لا يوجد ضوء البتة

للشيطان المعبود يقدمون كاس من النخب العتيق بينما هو جالس على الطاولة وكأنه إلاه وثني

أما من ينطق بالحكمة فله سوى الريح

أما من يدافع عن الحقيقة، سيكون له بالتأكيد موعد مع المجهول

أما أنت أيها القارئ! ألا يجب عليك أن تخفي الله حيث لا يوجد فقط إلا المرضى

في أعماق القلب عليك ان تطعم شرارة الإيمان؟

الزمن غريب هذه الأيام أيها القارئ، فخد الحذر لا تصافح الغرباء وإلا وقد تلومن إلا نفسك عنحبك للغرباء.