الاثنين 25 نوفمبر 2024
جرائم

سفاح بوزنيقة يربك المحققين بعد الاعتراف بجرائمه ورفض ذكر تفاصيل اقترافها

سفاح بوزنيقة يربك المحققين بعد الاعتراف بجرائمه ورفض ذكر تفاصيل اقترافها سفاح بوزنيقة
إنه سفاح من الصنف الإجرامي الكبير، والمعطيات الجديدة عن مساره الملطخ بالدماء تؤكد ذلك، إذ أن أي محقق عادي لن ينال منه شيئا؛ ولو لم تبرز دلائل قاطعة لما اعترف بجرائمه الثلاث.
قال للمحققين، وفق مصدر موثوق، "اقترفت جرائم عديدة ولن أطلعكم عن حقيقتها ولو تقتلوني أو تحرقوني". لذلك، وفي ظل هذه المعطيات تمت إحالة ملفه على محققين من الصنف المهني الرفيع، بحيث تحدثت مصادر "أنفاس بريس" عن فريق من الدرك الملكي والقوات متخصص في البحث الدقيق للوصول إلى أدق تفاصيل الجريمة (الدرك الملكي بتمارة)، علما أن الاختفاء السابق لمجموعة من شباب بوزنيقة أدخل الشكوك لأسرهم في الآونة الأخيرة خشية أن يكونوا ضحايا هذا السفاح.
ومن خلال بحثنا الصحفي، تم التوصل إلى نتائج جديدة. أولها يتعلق بخلفية قتل السفاح للمسن التونسي. إذ وخلال إزهاقه لروح صديقه عبد الواحد وخليلته ليلى قام بدفن أطرافهما بأماكن مختلفة تحت رمال شاطىء بوزنيقة، وفي لحظة من اللحظات رمقه التونسي، فاقترب منه وسأله ماذا يدفن هناك؟ ليجيب "هذه مجرد بقايا السمك دفنتها، لأنها مصدر روائح كريهة"، وانصرف التونسي إلى حال سبيله في وقت جد متأخر من الليل، لكن السفاح ظل محتاطا منه خوفا من تبليغ رجال الدرك عن هذه العملية.
لذا فكر القاتل في كيفية التخلص من التونسي، وهذا ما قام بتنفيذه رفقة ابن خالته ليلة 28 أكتوبر 2018، في محاولة لإبعاد كل الشبهات عن الجرائم التي يرتكبها، لكن المكالمة الهاتفية بين زوجة التونسي وابنتها بفرنسا كانت مصدر افتضاح الأمر. بحيث وبعد انقطاع المكالمة وسماعها لأصوات مزعجة قامت بإبلاغ درك بوزنيقة، الذين قصدوا المسكن بمنطقة الداهومي. وقتها وجدوا المجرمين لازالا بالمسكن وهما متلبسين بجريمة اغتصاب الزوجة تحت تأثير "القرقوبي". مما سهل إلقاء القبض عليهما، واستهلال فصول التعرف على جرائم السفاح التي لم يتم الإفصاح عنها بكل تدقيق.
من جهة أخرى، طرحت علامات استفهام كبيرة حول الكلب الذي يملكه القاتل ولا يفارقه أبدا. إذ كل ساكنة بوزنيقة تعرف هذا الأمر. بقي معرفة مدى علاقته بأطراف الموتى الذين تمت تصفيتهم، خاصة وأن مجموعة من الأطراف البشرية لم يظهر لها أثر إلى اليوم.
هذا، ويظل المسار الجديد للتحقيق مؤهل لإبراز حقائق أكثر إثارة، عقب أن أبدى السفاح ثقة كبيرة في حديثه للمحققين، وتضارب في المعطيات الذي أدلى بها، من دون أن ينفي مسؤوليته على جرائم أخرى سيكون التحقيق هو الفاصل في مجرياتها.
ولهذه الغاية، فإن الملف بين أيدي فريق له كل المؤهلات لتبيان كل الحقائق ووضع حد للشائعات أو اكتشاف تفاصيل جرائم إضافية، اقترفها السفاح بنفس الطريقة وبعين المكان