الوزير الرميد الذي ربط إسمه بالعدل والحريات ،ونطق أخيرا في نازلة القاضي الهيني وأسباب عزله ومنعه من ممارسة المحاماة، أبان عن قمة الحقد وأبشع صور الإنتقام، عندما اعتمد في القرار المتخذ على محيط القاضي، والذي كان سببا رئيسيا وكاف في اعتقاده كفايه في القانون، لم يكفيه ما ارتكبه من جرم في حق رجل نزيه، ويتمادى من جديد، ويتطاول بكل وقاحة في حق كل من ساند الهيني وفي حق كل الشرفاء الذين يواصلون المعركة معه حتى الإطاحة بوزير الظلم والظلمات.
أيها الوزير الذين يبق في جعبته ما يرد به على جملة الإتهامات الموجهة إليه أتريد أن توسع من دائرة المتهمين، لتربط قرارك بمحيط القاضي الهيني طيب، لنبحث في سيرة هؤلاء، هل فيهم لصوصا وقاطعوا طريق، ومجرمون اختلسوا أموال الشعب ودخلوا السجون بعد محاكمات، هل فيهم متورطون في الفساد؟، هل فيهم منافقون يقولون مالايفعلون؟، هل فيهم منافقون وتجار دين؟، هل فيهم من يسعون للتشبث بالكراسي ويتحالفون من أجل ذلك حتى مع الشيطان؟ هل فيهم من تورط في قتل أبرياء وتم طمس قضيتهم دون محاكمة؟.
المحيطون بالقاضي الهيني هم الشرفاء في كل مكان داخل الوطن وخارجه، المحيطون بالهيني هم المحامون الذين يدافعون عن العدالة المنصفة، وعن إستقلالية القضاء، المحيطون بالهيني هم الأستاذ الجامعي والمواطن البسيط الصامد في وجهك وفي وجه الفساد، المحيطون بالهيني هم رجال الدين الذين لايخشون قول الحق، المحيطون بالهيني والمساندون له، هم كل فئات الشعب الذين اكتوت بنارهم الأحكام الظالمة التي صدرت في محاكم المملكة.
سكت ظهرا ونطقت بكلام مردود عليك، كنّا ننتظر منك أن تخرج بفتوى قانونية تستند عليها للرد على المنتقدين، ولكن الله كشف قصر نظرك، كنّا ننتظر منك أن ترد على منتقديه في قرار العزل والمنع من ممارسة مهنة المحاماة بالإستناد على الأدلة والقرائن الصحيحة التي بنيت عليها الأحكام الصادرة، أيها الوزير الذي شوه العدالة التي تصدر كل أحكامها باسم جلالة الملك، لقد أسأت للقضاء وللمغرب ولجلالة الملك، أيها الوزير، لم يكفيك أنك فتحت جبهة بمحاكمة الهيني، وتريد أن تفتح جبهة مع محيط الهيني.
أدعوك أن تصدر أوامرك المطاعة لقضاة أصبحوا بلا ضمير لفتح تحقيق مع كل عضو في محيط الهيني، وبدأمحاكمات تاريخية لمصادرة المزيد من أرزاق هؤلاء بعد محاكمات مارطونية، ولاتنس أن تكون كل هذه الأحكام باسم جلالة الملك.
فإما أن تكون نهايتك أو نهايتنا، وخير ماأختم به قوله تعالى (ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون) صدق الله العظيم.