لم يكن المثقف، منذ أمد طويل، في المعمعة السياسية، وترك كرسيه فارغا في الساحة لعقود منذ حكومة اليوسفي.. واليوم وهو يعود عبر التعبير عن سخطه من خلال قناة فيديرالية اليسار الديموقراطي، قد نعتبره صحوة وعودة ستكون لها نتائج إيجابية في المستقبل القريب والبعيد، لأن الوضع الطبيعي في السياسة هي قيادة المثقف والفنان للمشهد السياسي وليست الغوغاء التي تقوده اليوم، علما أن المثقف عليه أن يكون فاعلا اجتماعيا وثقافيا بشكل مكثف ويومي، وليس بالمناسبات.. هذا ما يعيد الثقة فيه من جهة ويعيد له الثقة في مجتمعه، المدرسة ودار الشباب والندوات والمحاضرات والتظاهرات الفنية والثقافية يجب أن ينصهر فيها المثقفون كل المثقفين، أن يخرجوا من كراسيهم الجامعية ومكاتبهم وأبراجهم الانتهازية ليكونوا في الموعد مع إنقاد الوطن من هذا الجهل الذي يكاد يخنق آخر روح فيه.
وكفانا نكوصا وتقهقرا وبحثا عن مصالح ضيقة.