ربما ليس في الإعتقاد بأن هناك خلاف حول الخط الأحمر المحصن لقضية المغرب الأولى، والإجماع الذي تحظى به من قبل المواطنين كافة مهما تباينت وجهات نظرهم وتضاربت آراءهم بشأن باقي النقاشات. الأمر الذي لا يجوز معه بمجرد نية التخلف عن واجب الدعم فبالأحرى السماح بافتعال سبب ما قد يكون له انعكاس سلبي إن من قريب أو بعيد، مباشر أو غير مباشر على أم الملفات.
في ظل هذا التأكيد، يبدو أن هناك نشازا لابد من إثارته والنبش في سر تشويشه. نشاز يصدر من المحطة التلفزية "ميدي1 تي في" التي، وتبعا لما أورده موقع "إحاطة"، تعتزم بمبادرة من مديرها حسن خيار التعاقد مع شخص جزائري يدعى زيدان خوليف بصفة "خبير في الشؤون المغاربية"، علما أن الأخير سبق له التعامل مع خيار لسنوات من خلال إذاعة "ميدي 1".
لكن الخطير في الموضوع لا يقف هنا، وإنما لما يحمله هذا الجار من أحقاد على المغرب لا يتردد لحظة في تفجير مكبوتاتها كلما استدعي لنقاش على أثير تلفزة من تلفزات العالم. ورصيده في هذه الهجومات على الوطن والملك غنية وموثقة. ويكفي، كما سبق لـ"هبة بريس" أن نشرت، ذكر الوقاحة التي تحدث بها عن الملك محمد السادس بمناسبة زيارته لمدينة العيون، والتي شبهها بآخر زيارة للجنرال الفرنسي "دوكول" إلى الجزائر.
إن الأصوات الأجنبية المعادية للوحدة الترابية والحاسدة لأمنها كانت وستظل أمرا عاديا، ولو أنها في سياق مهب الريح، إنما أن تجد في البلد من يأخذ بيدها، يحتضنها، يُسكنها، بل ويدفع لها أجرا من أموال الشعب ويفتح لها بابا بقيمة محطة تلفزية، فهذا ما لا يقبل جملة وتفصيلا، ويلزم تدخلا عاجلا لإغلاقه.
