الأربعاء 17 إبريل 2024
كتاب الرأي

ضحى زين الدين: هذه رسالتي إلى اليازغي وبنعمرو والنويضي بشأن ملف بوعشرين

ضحى زين الدين: هذه رسالتي إلى اليازغي وبنعمرو والنويضي بشأن ملف بوعشرين ضحى زين الدين

قبل أن تولجوا قضبان كراهيتكم للمخزن، بما يعنيه من غياب للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وفساد النخب الحاكمة، في فروج كرامة المشتكيات ببوعشرين لتغتصبوا ما تبقى فيهن من عزة نفس، فإن عليكم أولا أن تنصتوا إلى الإنسان الجريح فيهن، حتى لو أدانهن المجتمع المغربي بالصمت وبحالات العود إلى كنبة الرئيس.

اليازغي وبنعمرو والنويضي، غاب عنكم، أنتم الذين أقدرهم، أن تسألوا السؤال الصحيح، ماذا لو كانت المشتكيات ضحايا تحرش واغتصاب فعلا ولو بنسبة ضعيفة قريبة من درجة الصفر؟ بعدها ليتفضل سؤال المشكك فيكم، إن كان المخزن بكل ما فيه من قدرة على صناعة الشر، وظف هذه الجرائم ليعدم كاتب رأي ومعارضا لجهة سياسية معينة؟

في ظلمة حقدكم على أساليب المخزن في تصفية الخصوم السياسيين، أصبتم بعمى مشاعر، ولم يحرك ارتفاع حرارة تفاصيل أقوال المشتكيات زئبق الإنساني فيكم قبل السياسي. لا تقرأوها بعيون السياسي الخصم، وإن كان منكم من غاصت يده في مرق المخزن حتى الكوعين، إنما بعيون الإنسان الذي يشعر بالإهانة حين يتعرض إنسان آخر للإهانة.

قد تقولون إنه لا يجوز إدانة بوعشرين قبل كلمة القضاء، أقول لكم، إنه بانتصاركم للمتهم وبمطالبتكم الملك بالتدخل لوقف المتابعة، وأنتم الذين تعالت أصواتكم مرارا باستقلالية القضاء، أدنتم المشتكيات بالمؤامرة.

التضامن مع الزملاء في مجموعة بوعشرين الإعلامية واجب، لكنه لا يلزمني شخصيا بتجاهل الأنثى في، قبل الصحافية، الأنثى التي عاشت في بلاد لا يرى فيها المجتمع المغربي، ذكورا وإناثا، إلا “قطعة لحم” تختزلها كلمات "الساطة" و"الطرف" و"العودة" وغيرها من كلمات متخمة بالإيحاءات الجنسية. الأنثى التي ترون فيها بمخزنكم وحداثييكم وإسلامييكم وعلمائكم وجهلتكم مجرد وسيلة لغاية الانتصار في الصراع على السلطة، وليس على رفع مكانة هذا المجتمع وسط مجتمعات أخرى، فاتتنا بمئات السنين، لسبب دون غيره، وهو أنها اعترفت بالحقوق الإنسانية للمرأة أولا، وبكفاءاتها ومؤهلاتها ثانيا، ولم تختزل كل ذلك في مؤخرتها، حتى اعتقدت بعض نسائنا أن حجم اللحم فيهن أهم من حجم ذكائهن. بل منا، حتى في حقل صناعة الرأي، من تعلمت أن جسدها هو الوسيلة الوحيدة لتسلق سلم النجاح. وهذه خطيئتكم أنتم الذين انشغلتم بالصراع على مفاتيح الحكم، ولم تتصارعوا يوما على مفاتيح صناعة مجتمع متعلم وواع بحقوقه وواجباته، مجتمع مفكر ومبدع والنتيجة مجتمع ابتلي بـ "اللهطة" على المناصب، و"اللهطة" على جمع الثروات، و"اللهطة" على الاستفادة من الريع، بدءا من "كريمة الطاكسي" إلى "كريمة" منصب سياسي.

أنتم الذين تربينا على حقوق الإنسان على أياديكم، تترجلون، اليوم، عن ظهر مبادئكم، ليس لشيء سوى أنكم حسمتم الأمر، وقررتم التضحية، كما هي عادتكم، بالطرف الضعيف، لفتح جبهة أخرى مع طيف تسمونه المخزن، أو الفزاعة التي ترهبوننا بها.

قال المحامي الإدريسي إنها محاكمة القرن، لم يكذب الرجل، لأنها فعلا محاكمة القرن للتأسيس لقطيعة إلى غير عودة، مع التحرش بالنساء في مقرات العمل، وهو ما يتطلب حدا أدنى من الجرأة والشجاعة لاتخاذ موقف من حجم المواقف التي تولد في أحضان مبادئ الحقوق الإنسانية للمرأة، وغير ذلك هو سقوط في الهاوية ونهاية أي سقوط هي التحطم. مسؤوليتكم أن تكونوا بقامة المطالب التي ترفعونها، وأن ترتقوا بنظرتكم إلى المرأة ضحية الاغتصاب لأنها بقيت خارج التطور وتعاملكم الحقوقي أصبح انتقائيا إلى درجة مقيتة. وإذا كان ضروريا أن تنتهزوا أي فرصة لضرب المخزن..

فهااااااااا العار فوتوا أجسادنا...

- ضحى زين الدين، صحافية مقيمة في أمريكا