الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

بعد مواقفه المثيرة للاشمئزاز: هل دخول حامي الدين للبرلمان حلال أم حرام؟

بعد مواقفه المثيرة للاشمئزاز: هل دخول حامي الدين للبرلمان حلال أم حرام؟ عبد العالي حامي الدين

لم يفاجئ المستشار البرلماني عبد العالي حامي الدين أحدا، أمس الخميس 8 مارس 2018، وهو يعلن الاصطفاف الواضح مع متهم بالتحرش الجنسي، والاستهتار الكامل بشكايات الضحايا، لأن عبد العالي حامي الدين سبق له في مرات أخرى أن سجل مواقف تسير في هذا الاتجاه بالتحديد.

هو أولا كان شاهدا في شهود زيجة عرفية تحدث عنها المغرب بأسره في حينه وأوانه، وكان بطلها صحفيا من صحافيي قناة "الجزيرة"، وما أدراك ما قناة "الجزيرة" ذات العلاقة بحامي والمشتكى به وبقية التنظيم.

وهو ثانيا كان، ولا يزال على كل حال، متابع في قضية قتل مازال كل من عبر الجامعة ذات تسعينيات من القرن الماضي يتذكر تفاصيلها المؤلمة، ويتذكر أن شابا كان يدعي قيد حياته أيت الجيد قد ذهب ضحيتها فقط، بسبب اختلاف سياسي مما عرفناه فيما بعد تحت مسمى الإرهاب مع داعش والقاعدة وغيرها من تنويعات حركات الإسلام  السياسي الخطيرة.

وهو ثالثا، أقام في الفترة الأخيرة نشاطا تضامنيا، كاد يعقد مع طارق رمضان في الدار البيضاء، اتهم فيه العدالة الفرنسية بالتحكم والإنصات للتعليمات عبر الهاتف، وبمعاقبة طارق رمضان لأنه قلم جريء، وبفبركة ملفات الاغتصاب والشكايات له، لكي تنتهي فرنسا من هذا الصوت المزعج.. لذلك لم يستغرب أحد أن يتهم حامي الدين المغرب بالتهم نفسها، ولم يستغرب أحد أن رجلا مثل هذا يوجد اليوم في المؤسسة التشريعية المغربية يشرعن للناس القوانين، هو الذي يعتقد أن من حق أصدقائه، لأنهم يؤمنون بنفس أفكاره، أن يغتصبوا الفقيرات، وأن ينكلوا بالضعيفات من بناتنا.

الزمن كشاف، هاته العبارة لم تكن معبرة في لحظة من اللحظات أكثر من تعبيرها اليوم عن حال بعض رافعي شعارات القضية، وحماية الأخلاق، ممن اتضح أن بونا شاسعا ومسافات كبرى تفصلهم عن شعاراتهم، دونما استباق للأمور، ودونما تسرع يشبه في غبائه تسرع من قرر التضامن مع المشتكى به ولتذهب المشتكيات إلى... الجحيم مثلما يتصوره هو.

(عن يومية "الأحداث المغربية" الخميس 9 مارس 2018)