اختتمت فعاليات الدورة 13 من المهرجان الدولي "مغرب حكايات"، الذي نظمته "جمعية لقاءات للتربية والثقافات"، بشراكة مع عمالة الصخيرات، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 20 رمضان 1437 الموافق لـ 23 إلى 26 يونيو 2016، بندوة البيئة الصحراوية وتجلياتها اللامادية تحت شعار: "الكلمة للصحراء".
الحفل الختامي مر في جو مليء بالمفاجآت للوفود والدول المشاركة؛ تم خلاله توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة كبرى للحكاية الشعبية نظمتها الجمعية في أول تجربة لتتويج أحسن راوي، وهي مناسبة لرد الاعتبار لشيوخ الحلقة وتحفيز الجيل الجديد للرواة للمحافظة على هذا الموروث الثقافي اللامادي من خلال التباري والإبداع.
وتضمنت المسابقة ثلاث جوائز:
الجائزة الأولى: تخص الحكواتيين الرواة الشعبيين المحترفين، فقد اشتهر المغرب منذ القدم بفضاءات أو ساحات اختير لها أن تكون المحتضن للحلقة والحلاقية/ الحكواتيين كساحة جامع الفنا بمراكش وساحة لهديم بمكناس، وساحة باب فتوح وباب عسيجة بفاس وساحة المريسة بسلا وساحة باب سيدي عبد الوهاب بوجدة وساحة الحرية ببني ملال وغيرها.
الجائزة الثانية: تخص العمر الذهبي المتمثل في فئة الأجداد والجدات خاصة منهم نزلاء المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالمسنين الذين برهنوا على كفاءة عالية لسرد الموروث الشفهي، وذلك في إطار برنامج الجمعية التوجيهي: "الكلمة لأجدادي" الذي تقوم به في إطار قافلة تحت شعار "حديث ومغزل".
الجائزة الثالثة: وتستهدف الأطفال سـواء في المؤسسـات التعليميـة النظاميـة وغيـر النظامية العمومية والخاصة والنوعية، والغاية منها تحسيس الناشئة بأهمية تراثهـم المغربي المتنوع والاعتـزاز والافتخار به.
وكان مسك ختام المهرجان السهرة الفنية مع سفيرة الأغنية الحسانية "الديفا" رشيدة طلال التي قدمت لوحة فنية مميزة بأدائها أغاني وطنية، وهتفت جميع الجنسيات المشاركة فوق منصة تمارة بأغنية "صوت الحسن ينادي"...
ويذكر أن الدورة 13 من مهرجان "مغرب حكايات" استضافت المملكة العربية السعودية كضيف شرف وعدد كبير من الدول: إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، إندونيسيا، اليمن، موريتانيا، مصر، تونس، العراق، البحرين، الأردن، مالي، السنغال، الجزائر، النيجر، بوركينافاسو، السودان، أثيوبيا، جيبوتي. وهو من المهرجانات القليلة بالمغرب التي تحتفي بالموروث الشفهي والكلمة الموزونة بامتياز، بهدف إعادة الاعتبار لصناع الكلمة من محترفين وهاوين، سهر عليه خبراء ومهتمون بمجال التراث والثقافة والتربية، اعتبارا لكون الثقافة تعد قاطرة للتنمية الشاملة في البلاد...
وشارك فيه رواة وباحثون وفنانون وفرق تراثية محليين ودوليين، كما شاركت فيه مؤسسات تعليمية وجمعيات وطنية ودولية. ومن الأهداف التي سعت إلى تحقيقها الجمعية الراعية للمهرجان خلال هذه الدورة إبراز القيم الروحية المشتركة بين مكونات البلدان الصحراوية كليا أو جزئيا، المكونة من شعوب وأقوام متباينة عرقيا ولغويا ومتباعدة جغرافيا.
وإلى جانب الحكايات، تم تأثيث ليالي المهرجان بعروض لفرق موسيقية شعبية تنتمي للدول المشاركة، وذلك في تناغم تام مع الأجواء الروحانية التي تميز شهر رمضان الأبرك، وبالموازاة مع ذلك أقيمت خيمة "التراث اللامادي - عادات وتقاليد وطقوس" ترمز لعدد من جهات المملكة بالإضافة إلى بعض البلدان المشاركة، حتى يطلع الجمهور على ما تزخر به هذه الجهات والدول من عادات وتقاليد وطقوس ذات الطابع الصحراوي.