Sunday 11 May 2025
فن وثقافة

السبب الحقيقي لتوقيف "رمضان شوو" للمنشط مومو بقناة ميدي 1 تيفي

السبب الحقيقي لتوقيف "رمضان شوو" للمنشط مومو بقناة ميدي 1 تيفي

بعد أن أطل على مشاهدي قناة "ميدي 1 تيفي" في برنامج "رمضان شوو" طيلة الأيام الرمضانية التي سبقت 27 يونيو الجاري، تلقى المنشط "مومو" (محمد بوصفيحة) صدمة قوية، بعد قرار توقيف هذا البرنامج، وإسقاطه من شاشة "قناة ميدي 1 تيفي" وجاء هذا القرار مباشرة بعد تولي المدير الجديد (خيار) لمهام تسيير القناة، فكان أول خيار اختاره هذا المدير، رغم أنه لازال (لم يسخن مقعده بعد بمكتب الإدارة) هو توقيف برنامج "مومو" لأسباب سردها في تقرير خاص بالموضوع تتعارض مع ما صرح به "مومو" الذي جمع فريقه فور شيوع الخبر وصور معهم فيديو قال فيه أن توقيف البرنامج سببه هو أن القناة ستصبح إخبارية وهو الأمر الذي لم يقنع حتى "مومو" نفسه بحكم أن مرور القناة لهذا الشكل تسبقه إجراءات وإعدادات وأن رمضان لم يتبق منه سوى الثلث الأخير، لذلك يبدو أن عقدة "مومو" مع الشركة الخاصة المنتجة والقناة ستعرف مشكل مصير ما تبقى من أيام رمضان على مستوى تنفيذ العقد، علما أن البرنامج خاص بهذا الشهر كما يظهر من خلال اسمه (رمضان شوو).

الرهان على "مومو" منشط إذاعة "هيت راديو" الخاصة في الفترة الصباحية، المختلف عن الجميع والذي يتكلم عن كل المواضيع، والذي لا يزن الكلمات، بل يُطلق العنان لفمه، فتختلط لديه الحرية بالإساءة والجرأة بأمور أخرى سلبية، هذا الرهان/ خلق لقناة ميدي 1 مجموعة من المشاكل وجلب عليها مجموعة من الانتقادات، التي برز أغلبها في مواقع التواصل الاجتماعي، وصبت في نقد واستهجان طريقة الحديث ونوع المواضيع التي يتطرق لها "مومو" رفقة ضيوفه، الذين كانوا يسقطون داخل العديد من فقرات البرنامج  في الفوضى والصياح والضحك الاصطناعي، حتى أن المشاهد الذي كـُتبَ عليه أن يشاهد البرنامج، كان يجد أنهم يضحكون لوحدهم وأن المادة التلفزيونية التي كانت تقدمها القناة هي في خدمة "مومو" و"معاونيه" وأن هدفها الأسمى هو خلق الانسجام بينهم داخل البلاطو وتبادل الضحكات وضربات الكفوف والقهقهات عند نهاية كل فقرة أو فيديو يبثه البرنامج قصد تطوير مواضيع غير منتقاة بشكل ذكي ومسؤول، فكان "مومو" وفريقه يظهرون وكأنهم مجتمعين في مقهى أو "مخيمين" في منطقة شاطئية أو جبلية و"مقصرين" مع بعضهم و"مقصرين" في حق المشاهد الذي كان ينوي أن يجد عندهم شيئا يهمه أو يسعده أو يجذبه، ولعل تقرير المدير الجديد في تعليله لسبب توقيف البرنامج لخير دليل على ذلك، إذ أنه أشار أن البرنامج لا يتماشى مع الخط التحريري للقناة ولا يحترم ثقافة المغاربة ولا ينميها أو ينمي ذوق المشاهدين، وهنا "أخطأ" المدير الجديد لأنه طلب من "مومو"  أن ينمي ثقافة المغاربة وهو الذي ينمي علاقاتهم خارج إطار الزواج ويخصص لهم فقرة في المذياع لكي يتبادلوا الورود، ويتحدث بلسان لا هو بالدارجة المغربية العربية ولا هو باللغة العربية ولا هو باللغة الفرنسية السليمة، إذ يُمكن أن نسميها ( لغة مومو) وقد يتناسل بعدها مريدوه انطلاقا من شكل وطريقة كلامه. ما ميَّز برنامج "رمضان شوو" هو الكلام الفارغ ومعالجة بعض المواقف والظواهر الاجتماعية بصفة سطحية، لا تؤدي رسالة التوعية ولا تتوفق على الأقل في بسط أو إطلاق نقاش جاد محترم وذكي يجعل المشاهد يتماهى معه ويتفاعل بشكل ديناميكي تواصلي مع وجهات النظر، التي يمكن أن يتأسس من خلالها تطوير الموضوع، ولا مشكل لدى "مومو" في ذلك مادام أن هذه الطريقة هي التي يشتغل بها إذاعيا ولا يقدر على تغييرها ويرى نفسه فيها، لكن لا يراه الكثيرين فيها كمنشط متمكن من أدوات التنشيط الفني الخفيف والعميق، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تبرير التنشيط الفني والإذاعي والتلفزي الخفيف بالاستعانة بالفراغ والخواء الفكري، حيث يمكن أن تكون المواضيع وطريقة الطرح عميقة ومفيدة وبلغة بسيطة وشكل خفيف، كما يحدث في العديد من البرامج على المستوى العالمي. خواء وفراغ برنامج "رمضان شوو" لمنشطه "مومو"، جعله يخصصُ حلقتين لبرنامج منافس في قناة منافسة وبالضبط القناة الثانية والأمر يتعلق بالكاميرا الخفية "مشيتي فيها"، التي تسيطر هذه السنة على أعلى نسبة مشاهدة في وقت الإفطار بمعدل 77 في المائة، وخلال هاتين الحلقتين حاول "مومو" أن يحاكم هذا المنتوج التلفزيوني المنافس له وأن يبرز للمشاهدين أنه يفتقد للمصداقية وقد ساهم ضيوفه في البلاطو في الدفاع عن تشكيكاته في مصداقية حلقة من حلقات "الكاميرا الخفية مشيتي فيها"، وظهروا بمظهر شهود المحكمة دون أن يقدموا القسم أمام "مومو"، الذي تحوَّل في غفلة منه ومن القناة إلى "قاضي البرامج التلفزيونية"، رغم أنه لاعب أيضا وصاحب برنامج تلفزيوني كان يصارع من أجل أن يقضم جزء من كعكة نسبة المشاهدة، ولعل المدير الجديد مرَّرَ رسالة إلى "مومو" مفادها : (كان عليك يا "مومو" عوض انتقاد برنامج منافس والزيادة في نسبة مشاهديه أن تطور أسلوب برنامجك وأن تؤسس داخله فقرات مفيدة وقارة بمجهود محترم، وكان عليك أن لا تحول نفسك إلى رقيب على مصداقية البرامج المنافسة للقناة ومبعوثا من طرف "الهاكا" .. إيوا "هاكا" قرار توقيف البرنامج)..