الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف.. خواطر منتصف الليل: أنا حزين عليك يا وطني..

محمد عطيف.. خواطر منتصف الليل: أنا حزين عليك يا وطني..

"هناك حقيقتان مؤكدتان : وجود الكون و غباء البشر "(ألبرت أنشتاين)

- أنا حزين عليك يا وطني.. حزين على مواطنيك البسطاء الذين يموتون فقرا وإهانة لتحيا كمشة من الانتهازيين أعلى درجات البذخ والتبذير.. حزين على أطفالك الذين لا يجدون مقعدا مريحا للدراسة، وبيتا لائقا يأويهم، وحديقة صغيرة تسع شغبهم ولعبهم.. حزين على مرضاك الذين لا يجدون سريرا ولا دواء.. حزين على شبابك الذي يقضي سنوات عديدة درسا ومثابرة وتضحية من العائلة، ليجد نفسه في الأخير أمام مصير مجهول.. حزين على نسائك الطيبات والمكافحات اللائي يواجهن في صمت وكبرياء أعباء الحياة في هذا الزمن المتوحش من أجل توفير بضع حاجيات بسيطة لعائلاتهن..

حزين وحزين، ولكن لا بد يا وطني من أن تشرق شمس الحرية والكرامة والديمقراطية.. هكذا تعلمنا من التاريخ.. وهذه وصية شهداء الحرية والديمقراطية ببلادنا لكافة شرفائك، شرفاء وطني، ألا تستسلموا وأن تستمروا وسنستمر .

- كم يعجبني منظر الغروب، أتأمله من بعيد، فتأخذني الرهبة، وتتملكني الرغبة في الهروب من ضجيج الحياة، ومن كثرة السير في دروبها، متأبطا أحلامي، وبعض الندوب .

كم يعجبني منظر الغروب، وخيوط الشمس تبتعد في هدوء، فتتملكني رغبة جامحة في النوم، فأنام وأحلم بغد جديد، وبحياة جديدة وجميلة، جمال هذا الغروب.

- في الليل أحلم كثيرا كما لو أنني أمسك بخيوط لعبة الحياة، أحركها كما أشاء وأصل حيث أشاء.

في الليل يتراءى لي من بعيد شريط ذكرياتي الطويل، الصور، الأماكن، الأشخاص، الأحداث، الأفراح، الأحزان... وأقول لنفسي عند نهاية الشريط أنا سعيد لأنني ما زلت أحلم.. ولأن أحلامي ما زالت بسيطة، لم يركبها الغرور والأنانية التي أغرقت المجتمع في بحر من الظلام الحقيقي، ظلام النفس، وظلام المشاعر والأحاسيس.

فظلام ليلي أنا ليس كمثل هذا الظلام، إنه ظلام يشع نورا ويشع أملا.. ولليل بقية...