... وتعود جملة: "على رأسهم" من جديد. فالدولة تسترجع هيبة جملها الإدارية. تبعث وكالات الأنباء من داخل الولايات والعمالات. ينسى الأسلوب الشخصي ليظهر هؤلاء الكبار و"على رأسهم" فلان وفلان. قام فدشن. ثم استوى فهدم.. وأعطى انطلاقة.. ثم افتتح، وبالمناسبة وجه كلمة. التاريخ الرسمي على الطريقة الهيغيلية يكمل استواءه. عودة الأبطال. ولينطلق عصر "الأمداح السلطوية" من جديد.

الكل "يثمن" كلام الوالي. ويشيد بعمل الوزير ويعلي من شأن رئيس... ولوالي الأمن من المديح نصيب.

إعلان النكسة..والحكماء ما عادوا سبعة.

شعب الله المختار ينتظر عودة نبيه من سمره مع الإله هناك. وحينما يعود يكون متمتعا بكل ما تتوفر عليه النسخة الأخيرة من الهاتف الخلوي آي- فون il organise.il wap.il word.il Exel.il e-mail.il e-book.il internet.il GPRS  ينظم ويوورد ويؤكسل ويمايل ويمبب ويؤبكك ويترنت ويجبسس .

ميلاد الفاشية الوطنية. تتخلى الدولة عن كل الحروب باستثناء حربها مع مواطنيها. يسمون ذلك هيبة. لابد من بعض الإوز المخلص لإنقاذ روما. من أجل ذلك ينبغي وجود بحيرات للبجع؛ غير أنه في بلادنا طال القنص كل صاحب جناح، فلا وجود لغير الزواحف.

بلاد بجمال الكلابادوس.. إلا أنها كارهة لنظرية الارتقاء. فالداروينيون غير مرحب بهم هنا .

بين القول المأثور: ليس كل ما هو مسموح به قانونيا بالخير والصادق. ونظرية التعسف في استعمال الحق في الفقه المالكي حيث يتوارى الجزاء لصالح حفظ الحقوق من الضياع تتصرف الدولة بتمتيع أعوانها المحليين والجهويين من عمال وولاة وولاة أمن ورؤساء أقسام الشؤون الداخلية...من "رخص" الضبط الجائر غير المسنود بأعراف الدولة الديمقراطية .

المعني بالأمر هو الكائن الإداري الممارس للسلطة. يستعيد هيبته. هيبته هو. إنه يعطي لإصلاح الملك المستحوذ على الإصلاح، في غياب نخبة متبنية لوجوب التيسير للتغيير، معنى الانتقام من انقلابيين لم يتمكنوا من تحقيق المرام كما المراد...

عودة الحداد [أمزيل]. الطرق في كل مكان. ثمة طنجرات قيد الإعداد. روائح الشهيوات المخزنية على طول المدى

مدعوون يتلمظون

وجوعى خلف الأبواب

من يتذكر شعار: علاش كاجينا؟

كان يكفي أن يقال ذات زمن: هناك خلف الأسوار أكل كثير. لحم وسمك ليتحول كل سامع موعود بالأكل إلى ثائر. وحينما يسأل لم قمت بالثورة؟ يجيب: قالوا لنا؛ إنه هناك موائد ملئ بالأكل.

الذين يحترفون التصحيح العمراني يفرغون المجال العام وليس الشارع العام من "صحاب الكرارس" مقودين بعيطة:

اللي تهرسْ

ها لكرارسْ

واللي ثفرمْ

يبقى ثمْ

سيجاوبون بروفران  [لازمة] مضاد

ياك لاحونا

لاحونا

ياك لاحونا للزيتون

ياك ثمة ناض الريطول

وما الريطول؟

وحدهم ورثة القايد العيادي، الذي قيلت في حقه هذه العيطة بعد أن هزم في معركته ضد الفرنسيين، يعلمون ما تفيده كلمة الريطول. إنها تشبه "ورخيز بياخوش من قزل" امرئ القيس. وهي تشبه "شيم غين راشاها" كما عند الشاعر الأندلسي الأعمى التطلي .

لا نريد إحسان عباس جديد يقول لنا؛ وهذا من جنس الكلام الذي لا معنى له. أكيد أن الريطول تراث نباتي من زمن المغرب القائدي. لنستحضر بول باسكون من جديد. فها هم ممثلو الدولة يستلهمون سياسة القواد الكبار: المتوكي الكندافي، الكلاوي.. للسيطرة على المجال العام الهابرماسي وعلى الهابيتوس البيربورديوي. مدعمين فائض الطوناج في احتقار تام لمدونة سير الدولة الجديدة.

لابد من رادارات دركية أسلوبية لإيقاف رالي جملة "وعلى رأسهم". فما عاد ممكنا قبول كل هذه الحوادث التي تعطلت معها كل نصائح اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.

يلزمنا رجل من طينة Royer Collard الذي اعترض على الفعل [baser]  وقال؛ سأخرج إذا دخل. أي سأغادر الأكاديمية الفرنسية إذا دخل هذا الفعل إلى القاموس .

إن بعض الجمل تلحق أذى رفيع بمصير الأمم؛ لأنها تشبه الأهبل الذي يتحرك ليسمع كلامه للآذان البريئة في الوقت الذي يكتفي فيه الجميع بالجلوس محدثين عن الفعل الأبله!!

جملة "وعلى رأسهم" ينبغي مجابهتها برفض روايي كولار القاطع "يا حْنَأ يَا هْيَّا"...