الاثنين 6 مايو 2024
مجتمع

كيف يتحول العامل الوالي إلى " آموش – ن ُ- كادير" ( قط آكادير )..في السيرة الغريبة لتحول رجل الدولة إلى قط

كيف يتحول العامل الوالي إلى " آموش – ن ُ- كادير" ( قط آكادير )..في السيرة الغريبة لتحول رجل الدولة إلى قط

مرعلى آكادير في الزمن الحديث زلزالين؛ زلزال 1960 وزلزال رشيد الفيلالي، الذي دامت حركاته التكتونية من 2004 إلى 2010. خلال كل هذه السنوات مارس رشيد الفيلالي سلطة عاملية وولائية بطريقة مغولية. لقد حول آكادير إلى دار أبرشاح جديدة . تلك الدار المعروفة باسم مالكها والتي وصفها إدمون دوتي ب " الخربة" حينما مر بقبائل مغرب 1901 ...
على بعد مسافة عشرين دقيقة عن خربة أبرشاح تنتصب قبة ولي اسمه سيدي علي ؤالمغيث..يحتاج الناس للراحلين من الأخيار لإغاثتهم من هول الخراب..طمأن محمد الخامس أهل سوس أن بناء آكادير موكول إلى إرادت " نا" و إيمان " نا"..؛لقد كان " مغيث" عاصمة سوس ؛ لكن على بعد 9 ساعات من المدينة المنكوبة .
من بعد رشيد الفيلالي - والذي لم يكن له من إرادة وإيمان محمد الخامس نصيب ولا كان له من عهد حفيده محمد السادس ذرة انتماء - جاء محمد بوسعيد ,الذي استعان في تسيير المدينة والجهة على منشط "بيروكا" وكتب مستشار فرونسوا ميتيران جاك أتالي. أتت فضيحة البناء العشوائي الراقي وثم تهريبه للدار البيضاء بعد أن ظهر إثم مساعديه في حكاية سنتكلم عنها يوما اسمها ابتزاز الدولة بتقنية مناطق التدرج العمراني Zones d'aménagement progressif لإخماد ثورة المحتجين. !!
حدث ذالك أثناء هبة 2011 من طرف " نزلاء العمالة ". فبرايريو المدينة لم يحملوا ولو صورة واحدة لفاسد محلي..فيما كانت صور كبار رجالات الدولة تهدهدها الرياح المدثرة برذاذ المحيط الأطلسي !!
كانت شوارع آكادير تقول لكبار الرباط ارحلوا فيما " المنتخب المحلي لممثلي المخزن" كان قد تسوق منذ زمن قطع غيار سمعته . لم يكن غريبا أبدا أن يتولى بعض ممتهني المجتمع المدني وتنظيم المهرجانات مهمة تركيب قطع غيار السمعة في كراج الشارع الذي أفتى بملائكية المخزن الصغير المقيم بآكادير وبشيطانية المخزن الكبير القائم في الرباط.
من بعد محمد بوسعيد جاء محمد اليزيد زلو.دخل الرجل في مبيت شتوي وحداد إداري فكان يصوم الاثنين والخميس ويتلقى زيارة فقهين من منطقة حاحا بشكل دوري.حتى شعره كان يقصه في مكتبه مخافة شيء ما.
انتشر الخبر. أكادير وجهة سوس لا تتوفر على " والي محلي " . وكما جماعات " أوسرتك " و" إفغان" بمنطقة إيغاغين ( غيغاية ) اللذين يقصدون الولي سيدي فارس للتعبد لإفتقار منطقتيهما ل " ولي محلي" كان رجاء أهل سوس وآكادير في مبعوث جديد ل " سيدنا " يحملون له " الزيارة " بدل" تهريبها" لولاة غير محليين.
لم تكن لآكادير – حتى يومنا هذا - نخبة سياسية – اقتصادية. هناك فقط " لْجْمَاعْتْ ". وهي طائفة شعائرية تنظر للسلطة كنشاط رعوي.وعليه فإنها تتوجه لكل وال / عامل بالمرفودة. يتولاها بالحماية الطقوسية وتتولاه بالعطية .
تصير المجالس الترابية بمختلف أصنافها؛ جهة. جماعة محلية ( حضرية/ قروية ). مجالس استثمار وسياحة ..مجرد قبائل متواجدة في المجال الحمائي / الطقوسي للوالي .
ساسة بدون موضوع سياسي.يرتفعون درجة عن كساب الماشية بأن يصيروا كسابة سياسيين يحتاجون إلى معجزة وسحر وخرافة الوالي / العامل للبقاء من غير علة في الحظيرة الكبيرة .
بهكذا تصرف يعتقدون أنهم يرضون "المخزن الكبير"..وهم لا يمزحون أبدا حينما يعتبرون الوالي/ العامل بمثابة " آموش – نِ – إيكودار" ( قط المخازن الجماعية بسوس حيث تحرص ثروات غذائية حبوب. شعير وأخرى معدنية حلي..مجوهرات ..) فلقد جرت العادة بأن يطلب حارس آكادير (جمع ايكودار ) من صاحب المحصول المخزن ب "حصة القط" بعد أن يكون قد أخذ حصته.
يأخذ الوالي / العامل حصته من مدخرات آكادير (المدينة ) بوصفه قط المخزن الكبير . نحن أمام آموش-نُ- كادير ( قط آكادير) يتصرف كما قط تشيشير المُنَمَّرle chat du cheshire في رواية "أليس في بلاد العجائب" للروائي عالم الرياضيات تشارلز دودكسون.
قط تشيشير يتكلم ببلاغة سائبة . (هل هي صدفة أن يكون الوالي/ العامل يتصرف بمنطق المتولي للحكم في مغرب السيبة ؟ ). يظهر ويختفي بطريقة غير منتظرة. يسمح لنفسه بالانمحاء كلية مع الاحتفاظ فقط بوجهه الذي يتلاشى تاركا ابتسامة.. دليل على أنه مر من هنا...
ابتسامة الولاة / العمال الذين مروا من سوس وآكادير تظهر في مشاريعهم وبقعهم الأرضية التي تظهر بعد تنحيهم عن الخدمة كما ابتسامة قط تشيشير المُنمَّر...
في النهاية فإن بلاد العجائب التي سافرت إليها آليس ليست سوى مدينة آكادير..هذه المدينة التي تجعل من الوالي / العامل يتوب عن إنسانيته ليتحول إلى قط ..آموش..