إذا كانت الانتخابات على وشكها في إسبانيا، فإن جميع الأحزاب السياسية تحضر لذلك اليوم، فنجد كل حزب على حدة يشهر في مشروعه المحاور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي سوف يشتغل عليها في حالة نجاحه ونيله قسطا من المسؤولية في الحكومة التي سوف تتشكل. ويعتبر حزب بوديموس القوة السياسية الثانية بعد الحزب الشعبي الحاكم، وتضمن برنامجه الانتخابي كيفية تعاطيه مع الصراع المفبرك بشان الصحراء المغربية. واعتبر أن حل قضية الصحراء يندرج ضمن قرارات الأمم المتحدة، لكن الجديد عند هذا الحزب في تعاطيه مع ملف الصحراء هو دعوته للدولة الإسبانية منح الجنسية الإسبانية لجميع الصحراويين.
لغز سياسي صدر من هذا الحزب، ولا ندري إلى أي حد سوف يتشبث الحزب بهذا المطلب للدولة الإسبانية.. وما هي الأهداف الخفية وراء هذا المطلب الذي يمكن اعتباره استهلاكا للحديث السياسي. نعلم جيدا كيف تتعاطى الدولة الإسبانية في منح جنسياتها للمهاجرين، وأن أمر الجنسية ليس بالأمر السهل في دواليب الدولة الإسبانية. من هنا يحق لنا أن نتساءل عن الماهية السياسية لهذا المطلب الذي يمكن اعتباره مستحيل التنفيذ لدى الدولة الإسبانية.
فهل يمكن القول إن حزب بوديموس يريد فقط تسويق هذا المطلب في دعايته الانتخابية لكسب أصوات الصحراويين الذين يخول لهم القانون الإسباني حق الترشيح، أم أن الحزب ينطلق من أوهامه، والتي من ضمنها امتلاكه لعصى موسى في حل جميع المشاكل التي يعيشها المواطن الإسباني وكذا المشاكل الأخرى، وخاصة القضايا الخارجية... ونحن نعلم جيدا أن هذا الحزب قد وعد بعض الانفصاليين بالوقوف إلى جانبهم وطنيا ودوليا لبناء الدولة الوهمية.