الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الصمد وسايح:دونالد ترامب، الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية

عبد الصمد وسايح:دونالد ترامب، الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية

دونالد ترامب المرشح الجمهوري لسباق الرئاسة الأمريكية يثير الكثير من الجدل بسبب أراءه المتطرفة والعنصرية خاصة ضد العرب والمسلمين و قد يكون الأوفر حظا لتولي هذا المنصب الحساس، لأن الإنتخابات في أمريكا تسير منذ سنين بطريقة التناوب رغم لعبة الإنتخابات، و كل حزب يحكم ولايتين رئاسيتين، ترامب الذي خلق تصدعا داخل حزبه الذي نادرا ما شهد في تاريخه مثل الذي يعيشه حاليا و تسبب في انشقاق عميق داخله بسبب خطابه المتطرف.

خطاب ترامب المتطرف يعكس الوجه الحقيقي لمؤسسي أمريكا نحو العالم خاصة الإسلامي حين شبه المملكة العربية السعودية بالبقرة الحلوب التي سيتم ذبحها بعد انتهاء الحليب منها رغم أن المملكة تعتبر من أول الدول الداعمة للإقتصاد الأمريكي و الحروب الوهمية و المختلقة ضد الإرهاب في العالم، ثم أن ترومب تنكر لحسن الجوار مع المكسيك و نعت المكسيكيين بالمجرمين و يريد بناء جدار فاصل بين امريكا و المكسيك بدعوى الحد من الهجرة ألسرية ليعرج على المهاجرين السريين و نيته في طرد إحدى عشرة مليون مهاجر رغم أن الدستور الأمريكي يعتبر أمريكا دولة ألمهاجرين كل هذه التصريحات تعكس خارطة الطريق الجديدة التي ترسمها أمريكا لنفسها بعيد عن حلفائها المعتدلين و تبحث عن خلق حرب بين العقلاء و المعتدلين و المتطرفين الذين بدأت أمريكا تصطف إلى جانبهم في الوقت الذي تتحكم في دواليب صناعة القرار العالمي عبر استوطان أغلب المؤسسات الأممية الحيوية و التحكم فيها.

أمريكا التي لم تتصالح بعد مع ماضيها العنصري و المتطرف و التي تأسست فوق جثث السكان ألأصليين و ابدعت في نص قوانين عنصرية في القرن التاسع عشر التي تدعم سيطرة البيض على الحكم و المؤسسات و إقصاء ألسود تعود اليوم إلى ممارسة شطحاتها و تعد العالم العربي و الإسلامي بمستقبل لا يؤمن إلا بالإتاوات و استنزاف الثروات أو الذبح كما فعلوا سابقا بكل من يسوق خطابا غير خطابها، و ها هو اليوم رئيسها المستقبلي يعبر بلسانه عن العنصرية الخفية و الدفينة المدفونة في قلوب أغلب المتطرفين و المنبوذين و الانقلابيين الذين ساهموا في تأسيس الدولة العظمى بغطاء نشر قيم التسامح و التعايش و نشر الديمقراطية و الدفاع عن المظلومين و المهمشين.