الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: الزمن الرديء

حيمري البشير: الزمن الرديء

بحثت عن الأدوات التي أرسم بها لوحة قد تكون في عيون من يراها أو يقرأها معبرة، لأسباب نص قد يراه البعض في موقع أحببته، حتى كدت لا أنام دون أن أسجل على صفحته خواطرا وأحلاما، قد تثير خميرة غضب البعض، أو تنال إعجاب آخرين. تذكرت أني منذ يومين أثرت حقيقة تناولتها الألسن وفجرت في أحدهم قمة الغضب، فلم يجد من يحكي له همه تناول رفيقه الذي يلازمه في كل  لحظة وفي كل درب، وحتى في الطائرة حينما يتوصل بتذكرة بالمجان أو بدعوة في فندق  مصنف.

ركب في حينه أرقاما، رِن الهاتف، فوجد من يخاطب، أشبع ضالته بصراخ وعتاب وربما سب وشتم. قال، كيف تسمحون لكل من هب ودب أن ينشر غسيلنا، ونسي أنه هو الذي طعن في أعراض الناس على صفحته بصورة شبه فيها الرجال بالحمير.. وعلى موقعكم تلقى صاحبنا الرد المنتظر.. حاولت تهدئة مجلنا والنخب، فكتبت نصا أراح الأصدقاء، وفي نفس الوقت أثار غضبا. ففاجأ حامي الموقع، بسؤال من ليس له جواب، لكنه تدارك ليطفئ الغضب.. فقال: ماذا عساني أن أفعل حتى أكون خادمك المرتقب.

لدي طلب واحد هو أن تسحب ما كتب.. فأجاب في حينها، فو الله سألبي لك هذا الطلب، ولو أغضبت من أحب. كنت باستمرار أحاول أن أكون مستقيما سلوكا وفعلا، وأحاول باستمرار أن لا أزعج أحدا، أو أنبش في قبر من كان. لكني في الكثير من الأحيان أجد نفسي مضطرا للعتاب، للجدل الراقي، لا طعنا في أعراض ناس، ولكن حبا في النسب.

عزيزي الذي أصر على محاربتي بشتى الطرق دون أن يراعي سنوات النضال التي جمعتنا ولا القيم، تريد مصادرة حقي في التعبير، وتعتقد أني سوف أنزوي مكانا ما وأستسلم، لأنك تملك المال والنسب، وأفتقد للحكمة والصحب،أو لأني لست إلا مناضلا أصيلا غير متقلب ولا ساعيا للجاه وَيَا للعجب.

أنا مستمر في معركتي وبصحبتي من كنت قاس عليهم في الوصف والعتاب، وإذا كنت قد أغلقت باب كنت أطل من خلاله على من أحب، فقد فتحت أبوابا وَيَا للعجب...