الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الصمد أوسايح: إيران، أمريكا، والعرب...

عبد الصمد أوسايح: إيران، أمريكا، والعرب...

الدرس الذي يجب أن يستخلصه كل العرب من التقارب الجديد بين أمريكا وإيران أنه ليس هناك حليف دائم وصديق دائم يساهم في الاستقرار والأمن الداخلي للعرب، ووجب عليهم إعادة هيكلة الاتحاد العربي وبناء اتحاد حقيقي لا تفرض عليه الوصاية من الغرب و محمي من المرتزقة.

ولن أتوقف عند أمريكا وحدها، ولكن كل الدول التي سبق لها أن تذوقت كعكة الإيرانيين كألمانيا وبريطانيا وروسيا، إبان الحرب العالمية الثانية، خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي تدخل شخصيا لإقناع البنوك والشركات العالمية بعدم التخوف من الاستثمار في إيران العدو السابق.

ورقة إيران، وقبلها ورقة تهديدات المد الشيعي الذي أصبح يجد له موطئ قدم في الدول السنية والوهابية ونظام دولة المرشد الأعلى، هي مجموعة أوراق تستغلها الدول الغربية للتحكم في الأنظمة السياسية القائمة في الدول العربية بتآمر واضح مع الدول الفارسية وجعلها تحس باللاستقرار واللأمن، وبعد ذلك الانقضاض عليها باسم الحرب الشيعية السنية التي تقودها إيران ضد الدول السنية بتخطيط أمريكي يهدف استنزاف ثروات الإيرانيين، كما فعلت فيما قبل مع نظام الشاه قبل إسقاطه.

وليس غريبا أن تجد أمريكا اليوم تتآمر وتتحرش بحلفائها التقليديين، فالتقرير الأمريكي حول حقوق الإنسان في المغرب هو مجرد خطوة أولى لجس النبض العربي بعد التقارب المغربي الخليجي والدعم العسكري الذي يقدمه المغرب للسعودية في حربها على الحوثيين باليمن والضغوطات التي تتعرض لها هذه الأخيرة لوقف الحرب واللجوء للمفاوضات، كل هذا وذاك مجرد مراوغة لتوسيع الصراع الإسلامي ولم أقل العربي صراع المذاهب الذي وجد فيه الغرب حصان طروادة للمرحلة القادمة، لكن المغاربة وكيف ما كانت ردود فعل الغرب، سيبقون مخلصين لإخوانهم في المملكة العربية السعودية وسيقفون بجانبهم في حربهم ضد الإرهاب وضد كل من سولت له نفسه المساس بأمن العرب، ملتحمين ومتحدين،...